استُخدم دواء الفيناسترايد مسبقًا لعلاج تساقط الشعر، قد يساعد أيضًا على تقليل خطر الإصابة بالأمراض القلبية. ففي تحليل بيانات كل من ذكور البشر والفئران أبدى الدواء تحسينًا للصحة وتقليل مستويات الكولسترول.
من المعروف أن زيادة نسبة الكولسترول في الجسم تزيد خطر الإصابة بالأمراض القلبية، وتساهم في حدوث تصلب الشرايين، وهي رواسب دهنية في الأوعية الدموية تعيق جريان الدم في الشرايين، قد يؤدي إلى السكتات والنوبات القلبية.
أراد فريق البحث من جامعة إلينوي أوربانا شامبين وجامعة ميريلاند دراسة العلاقة بين دواء فيناسترايد وأمراض القلب لأن الدواء يعمل على إعاقة البروتين الذي ينشط هرمون التستوستيرون الذي رُبِط مع أمراض القلب مؤقتًا من قبل.
استخدمت الدراسة السجلات الموجودة في قاعدة بيانات المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية التي جُمعِت بين عامي 2009 و 2016 بالتركيز على 155 من الذكور البالغين الذين تبلغ أعمارهم 50 سنةً وما فوق.
كشف الفريق عن العلاقة بين مستويات الكولسترول واستخدام فيناسترايد، على الرغم من صغر حجم العينة وعدم وجود أي إشارة في السجلات تدل على المدة التي استغرقها كل شخص في تناول الدواء، إذ توفر الاستنتاجات اقتراحًا ضعيفًا لكنه مثير للاهتمام عن الفوائد المحتملة للفيناسترايد على القلب.
يقول عالم الغذاء جاومي أمنجوال، من جامعة إلينوي أوربانا شامبين: «عندما فحصنا الرجال الذين تناولوا فيناسترايد في الاستبيان، كان متوسط مستويات الكولسترول لديهم أقل بثلاثين نقطة من الرجال الذين لا يتناولون الدواء».
أجرى الباحثون أيضًا اختبارات أكثر شمولاً على الفئران المعدلة وراثيًا لتكون عرضة لتصلب الشرايين، مجربين ثلاثة مستويات مختلفة من جرعة فيناسترايد مع مجموعة مراقبة لم تعطَ الدواء، وغذيت الفئران بنظام غذائي عالي السعرات الحرارية على مدار 12 أسبوعًا.
وعند أخذ أعلى جرعة وهي 1000 جرام لكل كيلوجرام من الطعام، ظهرت علامات الفوائد الصحية لدى الحيوانات، مع أن نوعية نظامها الغذائي سيئة، وتضمنت هذه العلامات انخفاضًا في نسبة الكولسترول.
يقول دونالد مولينا عالم الغذاء بجامعة إلينوي في أوربانا شامبين: «أظهرت الفئران التي أُعطيت جرعة عالية من فيناسترايد انخفاضًا في مستويات كولسترول في البلازما وكذلك في الشرايين، مع وجود دهون أقل وعلامات أقل تدل على التهاب الكبد».
من المهم ملاحظة أن الفئران التي أُعطيت زيادة في جرعة فيناسترايد نسبة لحجمها (حوالي 2.5 ملغ يوميًا للفئران التي تناولت أعلى جرعة) مقارنة بالجرعة التي تبلغ 1 أو 5 ملغ التي توصف للبشر كل يوم لتناولها، ومع ذلك كانت النتائج متّسقة بين بحث البشر والفئران وهذا أمر واعد.
الخطوة التالية للبحث هي إلقاء نظرة مفصلة أكثر عن مستويات الكولسترول في مجموعات أكثر تنوعًا من الأشخاص الذين يتناولون فيناسترايد أو بواسطة التجارب السريرية، لكن الحقيقة أن الدواء أثبت بالفعل أنه يساعد على زيادة سرعة العملية.
يقول أمنجوال: «على مر العقد الماضي بدأ الأطباء بوصف هذا الدواء للأفراد الذين يتحولون إما من ذكر لأنثى أوالعكس ففي كلا الحالتين تؤدي التغيرات الهرمونية إلى تساقط الشعر. المثير للاهتمام هو أن الأشخاص المتحولين جنسيًا هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، لذلك لدى هذا الدواء تأثير مفيد محتمل لمنع الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية ليس في الرجال الأسوياء جنسيًا فقط وإنما في الأفراد المتحولين جنسيًا أيضًا».
اقرأ أيضًا:
ما هي أعراض أمراض القلب عند الرجال؟
كيف يؤثر اختلاف الجنس في تطور أمراض القلب؟
الترجمة: آية عبد الفتاح
تدقيق: لين الشيخ عبيد
المصدر
