رامي وعبد المؤمن.. إحياء ذاكرة حمص الجميلة بعيداً عن الحرب

مغتربون وجدوا أصدقائهم وجيرانهم وتفاصيل حياتهم في صفحة “ملتقى عشاق حمص”

سناك سوري – حسان إبراهيم

قرر الصديقان “رامي الدويري” و”عبد المؤمن الحجار”، استغلال الفيس بوك لإعادة نشر كل ما يتعلق بتاريخ وتراث مدينتهم “حمص”، سواء كان من ناحية المعالم الأثرية كالأبنية والكنائس المساجد، أو من ناحية الحرف التراثية وأصحابها الذين لم يعاصرهم روَّاد الجيل الحالي، وهدفهما، تعزيز الروح المجتمعية وتشجيع كل من ترك المدينة على العودة إليها وذلك من خلال صفحة خاصة تحمل اسم ملتقى عشاق حمص (مجموعة مفتوحة).

يقول “الدويري” إن صديق طفولته “عبد المؤمن”، الملقب “أبو حذيفة الجلبجي”، كان مهتماً بتوثيق وأرشفة كل ما يخص المدينة الأثرية، كذلك الحرف والمهن بما فيها المندثرة في “حمص”، يضيف لـ”سناك سوري”: «اشتركنا معا في عملية نشر الصور النادرة للمدينة وتراثها المعماري وشوارعها من خلال ما أملكه من صور نادرة خاصة بي».

رامي وعبد المؤمن.. إحياء ذاكرة حمص الجميلة بعيداً عن الحرب

يمتلك “الدويري” أرشيفاً خاصاً من صور القطع التراثية الخاصة بمدينة “حمص”، ساعده الفيس بوك على تعزيزه أكثر خصوصاً حين كان مقيماً في “مصر” بهدف العمل بمجال تجارة التحف والأنتيكات، وبات الحصول على المزيد من الصور أمر أكثر سهولة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، يضيف: «بعد عودتي إلى “حمص” ورؤية ما خلفته الحرب فيها من تدمير لجزء كبير من تراثها العمراني، وغياب المعالم البارزة فيها، التي تشكل جزءاً هاماً من ذاكرة الحماصنة، انطلقت مع صديقي بفكرة إعادة طرح صور تلك المعالم من خلال أرشيفي الخاص، ومما يتوفر لدى البعض بذلك من الأصدقاء والمهتمين في هذا المجال، وغايتنا كانت إعادة الذاكرة الجمعية لأهالي المدينة وخاصة الذين أصبحوا خارج البلاد».

الفكرة لاقت إعجاباً وتفاعلاً من قبل متابعي الصفحة حسب “الدويري”، مضيفاً أن الأمر يصل في بعض الأحيان، لدرجة «جمع من فرقتهم الحرب من أصدقاء أو جيران في نفس الحي، من خلال مشاهدتهم لتعليقات بعضهم البعض، وإحياء التواصل فيما بينهم مجدداً بعد سنوات طويلة من الغياب».

شريكه الآخر في هذا العمل “أبو حذيفة الجلبجي”، يصر على دور توثيق تفاصيل المدينة وتراثها، في تعزيز روح الانتماء للبلد عموماً، ولمدينة “حمص” من أبنائها، ويضيف لـ”سناك سوري” أن «طمس الهوية الفكرية والتراثية هو الهدف الأول في الحروب من قبل المعتدين، وهذا ما شاهدناه في العراق سابقاً، ولاحقاً في سوريا من خلال تهديم الأوابد الأثرية (ما يجري في عفرين كمثال)، مهمتنا كموثقين وناشرين لتراثنا، أن نعيد تذكير الجميع، بما فيهم جيل الشباب الذين لم يعاصروا هذا الكم الكبير من التراث في مدينتهم، لأنهم الفئة الأكثر وجوباً لمعرفته والمحافظة عليه لاحقاً في ذاكرتها أولاً، وفي أرشيفهم الفيسبوكي، خاصة وأن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الحاجة اليومية لنا جميعاً».

رامي وعبد المؤمن.. إحياء ذاكرة حمص الجميلة بعيداً عن الحرب

النشر في الصفحة لا يقتصر على صور المباني الأثرية القائمة حالياً أو المندثرة، ولا حتى على الشخصيات البارزة التي كان الحماصنة على احتكاك يومي بها، وفق “أبو حذيفة”، مضيفاً: «ننشر أيضا صور لأحياء حمص القديمة والحديثة في بنائها، والشوارع الرئيسية المعروفة فيها».

أحد أهم أهداف مشروع الشابان هو وفق “أبو حذيفة”: «تعزيز تلك الروح التي كانت سائدة قبل اندلاع الاحداث في المدينة، وآثار التباعد الاجتماعي الذي خلفته، والذي لم يعد موجوداً بعد عودة الحياة إلى طبيعتها، لذا كان استخدامنا للفيسبوك هو الوسيلة الجدى والأسرع في ذلك».

لا ينتظر الصديقان أي مكاسب مادية من مشروعهما، الذي وكما يقولان يحتاج جهداً كبيراً سواء في البحث عن الصور، أو في استمرار التواصل مع متابعي الصفحة، مؤكدان أن زيادة عدد المتابعين أكثر من 5000 شخص، وكثرة التفاعل مع المنشورات أمر جعلهما يشعرا بالسعادة والمسؤولية بالاستمرار.

أعلن في شمرا

الأكثر قراءة