نرغب جميعًا في تجاوز مرحلة جائحة كورونا. إن تلقي كثيرين منا للّقاح الخاص بالفيروس في مرحلة ما، يجعلنا نتساءل: هل حان الوقت للتخلص من مخاوف الإصابة بالمرض؟

وفقًا لأنجيلا برانش، طبيبة الأمراض المُعدية الحاصلة على شهادة الدكتوراه في الطب من جامعة روتشستر: «لسوء الحظ، ليس الأمر بهذه السهولة».

«يجب أن تظل مجتمعاتنا في حالة تأهب، بينما نعمل على معرفة المزيد عن الفيروس، الذي يواصل التطور إلى سلالات جديدة، ويستمر في التكيف للتهرب من دفاعاتنا المناعية، إضافةً إلى التعرف على طرق جديدة للوقاية».

مع أن احتمالية اختفاء الفيروس المسبب لكوفيد-19 في المستقبل القريب ضئيلة للغاية، يتوقع العلماء أن يصبح الفيروس متوطنًا في نهاية المطاف، ما يؤدي إلى ظهور أمراض موسمية كل عام.

يأمل العلماء أن يضعف الفيروس بمرور الوقت ليصبح مثل غيره من الفيروسات التاجية الأخرى، مثلًا الفيروس الذي يسبب نزلة البرد الشائعة لدى معظم الأشخاص. لكن الجزم بحدوث ذلك ليس بالأمر السهل.

قد يؤدي الفيروس المسبب لكوفيد-19 إلى تفشي الإصابات سنويًا، تمامًا مثل الإنفلونزا وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي، مع أن حماية أنفسنا من تلك الأمراض لا ينفي احتمالية الإصابة بها، ما يمكننا فعله هو التخفيف من شدة الإصابة، ومحاولة حماية الآخرين من انتقال العدوى.

كثرت الأقاويل حيال تأثير الجرعات الإضافية. ما تفعله الجرعة الإضافية المعززة ببساطة هو بمثابة ضبط للجهاز المناعي، إذ تساعد على توسيع نطاق الحماية للفرد، إضافةً إلى المناعة المكتسبة من الفيروسات المختلفة الأخرى.

تؤكد إدارة الغذاء والدواء ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها توصياتهم بشأن معززات لقاح الفيروس المسبب لكوفيد-19 خلال فصل الخريف، وقد طلبت إدارة الغذاء والدواء إجراء تحديث للمعززات استنادًا إلى أحدث المتغيرات للفيروس، بدءًا من 28 أغسطس 2023.

أظهرت دراسة حديثة أن المعززات قدمت حماية أفضل وأوسع، ساعدت على الوقاية من جميع متحورات الفيروس المسبب لكوفيد-19: ألفا وبيتا ودلتا وأوميكرون. وقد أكدت نتائج الدراسة أن المعززات لم تعد تستهدف سلالة الفيروس الأصلية.

تقول الطبيبة برانش: «من المرجح أن يُوصى باستعمال أحدث المعززات لكبار السن بعمر 65 عامًا فأكثر، إضافةً إلى من يعانون حالات صحية مسبقة، قد تؤدي بدورها إلى إصابتهم بأمراض خطرة».

فيما يتعلق بالبالغين الأصحاء، فإن تلقيهم جرعة معززة للوقاية من الفيروس يُعد قرارًا يتطلب استشارة الطبيب.

قالت برانش: «إذا كان الشخص يرتاد الجامعة، أو يعمل في مدرسة، أو يعمل في مؤسسة صحية وكان على تماس دائم بالأشخاص، فإن من الأفضل له تلقي جرعة معززة، إذ تساعد على تقليل شدة العدوى، ومدة المرض، وتحد من احتمالية انتقاله إلى الآخرين».

يتعلق الأمر بمعرفة العواقب وما إذا كان الأمر يستحق المخاطرة أم لا، فقد يكون للإصابة الشديدة تأثيرًا في إنتاجية العمل، وقد تسبب اضطرابات أسرية ومجتمعية، فضلًا عن تعرض ضعيفي المناعة لخطر الإصابة. لذلك، يجب توخي الحذر والانتباه إلى أن تأثير الإصابة قد يكون مضاعفًا وقد يمتد إلى ما هو أبعد من السلامة الشخصية.

تجدر الإشارة إلى أن اللقاحات ليست دروعًا تمنع جميع أنواع العدوى، إنما هي مصممة لتلافي النتائج الوخيمة وتقليل مدة المرض. حتى لو أُصيب الشخص بالعدوى بعد تلقيه اللقاح، فإن هذا لا ينفي فعالية اللقاح. يتعلق الأمر بالانتباه إلى المخاطر والحفاظ على السلامة الشخصية وسلامة من حولنا قدر الإمكان.

تضيف برانش: «حتى المساهمات الصغيرة قد تُحدث فرقًا، إذ إن هدفنا من اللقاحات الحفاظ على سلامة الجميع وصحتهم».

فيما يتعلق بالفيروس المسبب لكوفيد-19، فقد قطعنا شوطًا طويلًا، لكن هذا لا يعني أن نتخلى عن حذرنا. ينصح الأطباء بالاطلاع دائمًا على أحدث التوصيات الخاصة بالمعززات، إضافةً إلى الحرص على حماية أنفسنا ومن حولنا للبقاء بصحة جيدة قدر الإمكان.

اقرأ أيضًا:

الآثار الجانبية للقاح كورونا: هل هي خطيرة و شائعة كما يعتقد الناس؟

ما حقيقة وفاة 23 نرويجيًا ممن تلقوا لقاح كورونا؟

ترجمة: ياسين أحمد

تدقيق: ريمي سليمان

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر

لماذا علينا ألا نتخلى عن حذرنا فيما يتعلق بفيروس كورونا؟
أعلن في شمرا