رغم امتلاك جيش الاحتلال الإسرائيلي أحدث أنواع الأسلحة وأفظعها فتكاً بالإنسانية تبقى هناك شوكة في خاصرته تقض مضاجعه وتؤرق قادته وهي المسافة صفر.

بالأمس القريب نشر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تدوينة على حسابه على منصة إكس بصورة شعار لواء غولاني وقلب مكسور وذلك بعدما قتل حزب الله 6 جنود بينهم ضابط ينتمون للكتيبة 51 التابعة للواء غولاني في جنوب لبنان بعدما حاصرهم 4 مقاومين من حزب الله في مبنى.

وتعليقا على تدوينه نتنياهو قال مغردون إن حزب الله يثبت أن المعركة مع العدو ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل هي درس متجدد في الشجاعة والقدرة على مفاجأة العدو وتغيير موازين القوى في ساحة المعركة.

وأضاف آخرون أن عجرفة نتنياهو ستجعل “إسرائيل” تدفع الثمن بالمزيد من القتلى في صفوف قوات الاحتلال وستنكسر قلوب أهلهم وليس قلب نتنياهو فقط.

ليست المرة الأولى التي تفتك المقاومة اللبنانية بجنود الاحتلال فقد تلقى لواء غولاني ضربة قوية ومحكمة من المقاومة اللبنانية، عندما استهدفت بمسيرة تجمعاً لجنوده خلال تناولهم العشاء في صالة الطعام بقاعدة للتدريب بالقرب من بنيامينا جنوبي حيفا.

وفي غزة وبعدما دخلت قوات الاحتلال برياً إلى غزة تلقى الضربة تلو الأخرى، ومع دخوله الجنوب اللبناني زاد عدد قتلاه.

ويرى المراقبون أن الهجوم البري الإسرائيلي في لبنان متعثر وعاجز عن التقدم، أما ثرثرة الاحتلال عن إعطاء فرصة لتسويات سياسية فناجمة عن ضعف جيشه.

فإذا كان جيش الاحتلال غير قادر على الاستقرار في أي مكان بغزة (باستثناء محوري فيلادلفيا ونتساريم)، رغم فداحة التدمير الجوي فإن مهمته في لبنان أصعب بكثير بل ومستحيلة، لعدة أسباب، منها: جغرافية غزة غير ملائمة مطلقًا للمقاومة فهي سهلية مفتوحة وتربتها رملية يسهل على القنابل اختراقها، فضلًا عن مساحتها الصغيرة ومع ذلك أذاقوا العدو الموت الزؤام، أما جنوب لبنان فمنطقة جبلية صخرية وعرة يصعب على القنابل اختراق تحصيناتها.

يضاف إلى ذلك قوة المقاومة في لبنان عدة وعتيداً، مع سهولة الحركة في المناطق الجبلية والتسليح المتقدم للمقاومة اللبنانية بالمقارنة مع المقاومة الفلسطينية المحاصرة في القطاع.

جيش الاحتلال دخل الحرب في لبنان وهو منهك ومستنزف، وفقد الكثير من جنوده وضباطه في معارك غزة بين قتيل وجريح، فضلًا عن الاستنزاف نتيجة الصراعات السياسية الداخلية.

المهمة أمام “جيش” الاحتلال في لبنان مستحيلة فكلما حاول إحداث اختراق بري تلقى خسائر كبيرة كما حصل مع جنود لواء غولاني.

الاحتلال وضع هدفاً له في حربه ضد لبنان وهو الوصول إلى مجرى نهر الليطاني الذي يعتقد أن المقاومة تستخدمه لإطلاق الصواريخ بكثافة ضد العمق الإسرائيلي، الأمر الذي عجز عن تحقيقه حتى الآن جراء شراسة المقاومة في التصدي والخشية من الاشتباك المباشر مع رجال المقاومة من مسافة صفر.

والحاجة لمزيد من الجنود أرغم وزير الحرب السابق يوآف غالانت على إصدار أوامر تجنيد جديدة تشمل 7 آلاف من “الحريديم” وهم  المتطرفون اليمنيون المتشددون، إضافة إلى 3 آلاف صدرت الأوامر باستدعائهم في تموز الماضي، وذلك في خضم ازدياد الضغط على قوات الاحتلال وفقدان أعداد كبيرة من ساحة المعركة سواء قتلى أو مصابين بعد عام من العدوان على قطاع غزة .

أعلن في شمرا