أصبحت اليوم العملات المشفرة ظاهرة عالمية وحديث الساعة والشغل الشاغل لمعظم الناس. في حين لا تزال بعض من مصطلحاتها مبهمة وتقنية بحتة وغير مفهومة من قبل معظم الناس، إلا أن البنوك والحكومات والعديد من الشركات على بينة من أهميتها، حيث سيكون من الصعب جداً العثور على بنك دولي، أو شركة محاسبة كبيرة، أو شركة برمجيات معروفة أو حتى حكومة لم تقم بعمل دراسة عن العملات الرقمية المشفرة، أو نشر ورقة علمية عن تأثير هذه الظاهرة.
وقد أدت حالة الهوس بالعملات المشفرة وخصوصًا عملة بيتكوين إلى تنبؤات من قبل الخبراء بانهيارها، حتى أن بعضهم يعتبر البيتكوين ما هي إلا مجرد فقاعة لا بد من أن تكبر وتتسع قبل أن تنفجر كما حصل في فقاعة الانترنت أوائل هذا القرن، ولكن لن يكون موضوع حديثنا في هذا المقال.
سأتطرق في هذا المقال لتناول أهم المصطلحات المستخدمة في العملات المشفرة وسأحاول شرحها وتبسيطها لتكون سهلة الفهم وواضحة قدر المستطاع. بعد قراءته، ستعرف المزيد عن عالمها وتصبح قادراً بدورك على شرحها للأشخاص الآخرين.
هي شكل من أشكال المال الرقمي، الغرض منها الحصول على مستوى عالي من الأمان وذلك لحماية التعاملات الافتراضية القائمة عليها وإخفاء هوية المرسل والمستلم، وأيضاً التحكم بإنشاء وحدات جديدة من العملة حيث يصعب تزييفها. لهذه العملة المشفرة مميزات مهمة مثل سُلطة لا مركزية (أي بدون وسيط متحكم كموقع Pay Pal مثلاً)، ووجود سجل حسابات عام/جهموري حيث يتم فيه تسجيل التعاملات الافتراضية بشكل متكامل يسمى سلسلة الكتل. تتم المعاملات بين المستخدمين بشبكة قرين لقرين مباشرة دون وسيط من خلال استخدام التشفير.
هي أول وأشهر عملة رقمية مشفرة وتعتبر المعيار الذهبي في عالم العملات المشفرة، حيث تم تطويرها من قِبل ساتوشي ناكاموتو في 2008 ويمكن مقارنتها بالعملات الأخرى مثل الدولار أو اليورو لكن مع عدة فوارق، من أبرزها أن هذه العملة إلكترونية بشكل كامل ويتم تداولها عبر الإنترنت فقط من دون أي وجود فيزيائي لها. هي أول عملة رقمية لامركزية – فهي عبارة عن نظام يعمل دون مستودع مركزي أو مدير واحد، أي أنه لا يوجد هيئة تنظيمية مركزية تقف خلفها. عُملة بيتكوين مفتوحة المصدر حيث من المُمكن استنساخها وإدخال التعديلات عليها ومن ثم إطلاق عُملة جديدة.
هي تقنية تخزين ونقل للمعلومات بطريقة آمنة وغير مكلفة ودون رقابة مركزية، وهي عبارة عن سجل عام لجميع معاملات العملة الرقمية المشفرة مرتبة زمنياً. يتم مشاركة سلسلة الكتل بين جميع المستخدمين، حيث يتم إستخدام السلسلة من أجل التأكد من إستمرارية المعاملات الرقمية ولضمان صحّة عمليات التحويل ومنع الإنفاق المزدوج. بما أن السلسلة تحتوي على جميع الإجراءات التي تمت، فإنها تُمكّن من معرفة الرصيد الذي يملكه كل عنوان على الشبكة. يُسمى هذا المفهوم (وصف السلسلة للترابط المتواجد ما بين الكُتل)، حيث تحتوي كل كُتلة على هاش الكُتلة التي تسبقها ويتتابع الأمر للوصول إلى الكُتلة الأولى المسماة “كتلة التكوين”.
هو استخدام قدرة جهاز الكمبيوتر والانترنت في حل المعادلات الرياضية وتوثيق المعاملات لاستخراج العملة الرقمية المشفرة. عملية التعدين بمعنى أصح هي عملية الإنخراط في توثيق المعاملات وتسجيلها في سلسلة الكتل باستخدام جهاز الكمبيوتر والانترنت، بحيث يتم تجميع هذه المعاملات في كتلة واحدة لحل لغز أو معادلة رياضية معقدة ويتم مكافأة أول شخص يقوم بحل المعادلة إما من خلال أجور خاصة بالمعاملات أو من خلال حصوله على وحدات جديدة من العملة المدرجة في سلسة الكتل المشارك فيها. يتم تعدين العملة المشفرة باستخدام خوارزميّة يُطلق عليها Hashing Algorithm.
هو اسم مؤسس ومخترع عملة البتكوين. هناك العديد من الفرضيات حول هوية هذه الشخصية حيث أنه حتى هذه اللحظة من غير المؤكد إن كان هذا الاسم هو الاسم الحقيقي للمخترع أم أنه مجرد اسم مستعار تم استخدامه فقط للإعلان عن العملة الجديدة. كذلك لم يُعرف إن كان الاسم لرجل أو امرأة أو لمجموعة من الأشخاص. تم الإعلان في العديد من الأحيان أنه قد تم الكشف عن الهوية الحقيقية للمخترع، إلا أن هذه الإعلانات لم تؤكّد وتبقى الشخصية الحقيقية غير معروفة إلى الآن. يُعتقد أن بحوزة ساتوشي ناكاموتو ما يقارب المليون بيتكوين.
هو نوع من أنواع التشفير حيث يُعطى للمستخدم زوج من مفاتيح التشفير، مفتاح معلن أو عام ومفتاح خاص. المفتاح الخاص يبقى سرياً للمستخدم، أما المفتاح المعلن فيمكن توزيعه على الجميع. المفتاحان مرتبطان بعملية حسابية (تختلف حسب الخوارزمية المستخدمة) ولا يمكن التوصل إلى أحد المفتاحين عن طريق الآخر. يستخدم هذا النظام في تشفير الرسائل باستخدام المفتاح المعلَن والتي لا يمكن فكها إلا عن طريق المفتاح السري المقابل، كما يستخدم أيضاً في التوقيع الإلكتروني، فالرسالة الموقعة باستخدام المفتاح السري للمرسل يمكن التعرف على التوقيع من قبل أي أحد يعرف المفتاح العام للمرسل والتأكد من هويته.
تحوي المحفظة المعلومات الأساسية لتنفيذ المعاملات بالعملة المشفرة وهي تخزن المفاتيح العامة والخاصة التي يمكن استخدامها لاستلام أو صرف هذه العملة. يمكن أن تحتوي المحفظة على عدة أزواج من المفاتيح العامة والخاصة، أما العملة المشفرة نفسها فهي لا يتم تخزينها في المحفظة. يوجد عدة أنواع من المحافظ، مثل المحافظ البرمجية والتي تكون عبارة عن برنامج يخزن المفاتيح على كمبيوتر المستخدم، والمحافظ الانترنتية التي تكون عبارة عن محافظ تقدمها شركات وسيطة مثل البنوك، أو يمكن أن تكون محافظ فيزيائية / عتادية والتي عادة ماتكون عبارة عن جهاز صغير لتخزين مفاتيح التشفير وتعتبر هذه المحافظ الأكثر أماناً.
هي قدرة المستخدم على تبادل البيانات أو المشاركة في نقل المفات أو الأصول الرقمية بشكل مباشر مع مستخدمين آخرين على الشبكة بدون الحاجة إلى أن يتم ذلك من خلال وسيط أو إشراف من قِبل سلطة مركزية. من أهم التطبيقات التي تعتمد على شبكة الند للند هي برامج مشاركة ملفات الأغاني والأفلام على الانترنت البت تورنت، أو منصات العملات الرقمية المشفرة مثل بيتكوين.
هي عملة قانوينة ذات قيمة اسمية بضمان حكومي، تعلن عنها الحكومة لتكون عملة قانونية بديلة للسلع المالية (كالذهب مثلاً) ليتم التداول بها. يمكن تداول هذه العملة مع عملات أجنبية أخرى في سوق الصرف الأجنبي وبذلك يكون لهذه العملة قيمة بالنسبة لغيرها من العملات الأخرى.
عملة قانونية – Legal Tenderهي عبارة عن وسيط أو وسيلة دفع معترف بها قانوياً في دولة ما، وتعتبر عملة قانونية حسب المعايير الواردة في قوانينها بدون تحديد للكمية، بمعنى آخر، أن القانون اعتبر المعاملات الجارية بين الأفراد غير محدودة بالكميات والفئات التي يختارونها من هذه العملة طالما اكتسبت الصفة القانونية بالاصدار. تعتبر العملة الورقية والمعدنية أحد أكثر أنواع العملة القانوينة استخداماً في معظم الدول.
هي أي عملة رقمية مشفرة غير عملة البيتكوين وفي بعض الأحيان الإثيريوم أيضاً. يوجد الألاف من العملات البديلة في الوقت الحالي، وأهم الفروقات بين البيتكوين وهذه العملات البديلة هي: بما أن البتكوين هي العملة الأشهر والأوسع انتشاراً فهي الأصعب في التعدين والأكثر غلاء، بينما العملات البديلة أقل شهر وانتشاراً لذلك يمكن الحصول عليها عادة بطريقة أسهل وأرخص، ويمكن أن يكون سعرها أكثر ثباتاً من سعر البتكوين ذات السعر المتقلب. كما أن الكثير من هذه العملات تم انشائها لتلافي المشاكل الحاصلة في نظام بتكوين التي كان من المستحيل التنبؤ عند بداية التعامل بها.
نظام سلسلة الكتل هو عبارة عن شبكة كبيرة ومعقدة من قواعد البيانات المتطابقة والتي تدعى العُقد، تحوي هذه العقد كل المعاملات السابقة التي جرت على هذه السلسلة. هذه العقد هي عبارة عن أجهزة كمبيوتر موجودة على الشبكة تعمل على تنظيم وتنسيق المعاملات الجارية فيما بين المعدّنين والمتعاملين بالعملة المشفرة.
التفريعة أو الشوكة هي حالة تحدث عند انقسام سلسلة الكتل إلى سلسلتين منفصلتين بشكل مؤقت أو دائم. تحدث التفريعات طبيعياً أثناء التعدين، عندما يكون هناك سلسلتين تتبعان نفس القواعد ويكون لهما نفس الإثبات المتراكم عن العمل، وكلاهما يعتبر صالحاً. يمكن أن تحدث أيضاً نتيجة لاستخدام مجموعتين مختلفتين من القواعد في محاولة للحصول على نفس سلسلة الكتل. تستخدم التفريعات في العملات المشفرة لإضافة ميزات جديدة إلى سلسلة الكتل أو لصد آثار محاولة قرصنة أو للتخلص من خلل ما ذي تأثير خطير على سلسلة الكتل. يوجد نوعين من التفريعات: تفريعة قاسية وتفريعة ليّنة.
هو التحقق من صلاحية العمل الذي حدث خلا التعدين وإثبات أنه صحيح من خلال استخدام الطاقة الحاسوبية لجهاز الكمبيوتر. تتّبع عملة البيتكوين والعديد من العملات البديلة هذه الطريقة في الإجماع وتوافق الآراء للتأكد من صحة سلسلة الكتل. لهذه الطريقة بعض السيئات مثل ارتفاع تكلفة العتاد المستخدم والطاقة والجهد المبذولين للتأكيد العمل، كما يمكن أن يقرر المستخدمون أن ينتقلو لتعدين عملة بديلة إذا كانت المكافأة التي سيحصلون عليها أعلى، ومع ازدياد تعدين العملة وطرح الكثير منها يصبح تعدين قطع جديدة من نفس العملة أصعب مع الوقت.
طريقة بديلة للتحقق من صحة المعاملة أو الكتلة. حيث يتم التركيز على مقدار الحصة (العملة) وعمر هذه الحصة عند انتقاء المصادق. يمكن اعتبار هذه الحصة كوديعة بنكية، فكلما ازداد عمرها والتزام صاحبها بالإضافة لعوامل أخرى، سيحصل على فرصة أكبر للتحقق من صحة الكتلة والحصول على رسوم المعاملة. لذلك إذا قمت بنقل حصتك من عنوان (أو محفظة) إلى آخر، سيتم إعادة تعيين عمر جديد للحصة. هذا يسمح ببناء شبكة موثوقة بين المستخدمين مع مصادقين ولاة. في هذه الطريقة ليس “التعدين” هو المهم ولكن “التصديق” هو الأهم لمعالجة وإضافة كتلة إلى السلسلة. أهم ميزات الطريقة: سرعة التصديق، لا حاجة لأجهزة باهظة الثمن، استهلاك أقل للطاقة، والمصادقون أكثر ولاء فكلما ارتفعت حصتهم والتزامهم لفترة أطول سيحظون بفرصة أكبر للمصادقة.