يتّبع "داعش" منذ هزيمته في كلٍّ من سوريا والعراق استراتيجية اللامركزية في الحركة والعودة إلى حرب العصابات، ويركّز في الفترة الأخيرة على ما يُسميه التنظيم"الغزوات الاقتصادية".

بلغت هجمات

على وقع الانسحاب غير الواضح المعالم للقوات الأميركية من العراق، تتصاعد التّحذيرات من نشاط آخذ بالتصاعد لتنظيم "داعش"، يتزامن مع عودة مشاهد الإعدامات الوحشية التي ينفّذها، إذ  بثت مواقع إلكترونية مقربة منه مقطعاً مصوّراً لعملية إعدام ضابط في وزارة الداخلية العراقية تم اختطافه قبل أيام من محافظة ديالى.

خلال الأعوام الخمس الماضية، أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن 26.549 هجوماً في 48 دولة، بمعدل 11.7 عملية يومياً. خلَّفت هذه الهجمات 102،823 بين قتيل وجريح، وبلغت نسبة استخدام العبوات الناسفة 65% من إجمالي الهجمات.

تركّز نصف هذه الهجمات في العراق كساحة أساسية لعمليات التنظيم، بينما بلغت نسبة الهجمات في سوريا 25%، وكانت حصة الدول الغربية 52 هجوماً.

يتّبع "داعش" منذ هزيمته في كلٍّ من سوريا والعراق استراتيجية اللامركزية في الحركة والعودة إلى حرب العصابات، ويركّز في الفترة الأخيرة على ما يُسميه "الغزوات الاقتصادية".

· منذ بداية العام 2021،  نفَّذ 11 فرعاً تابعاً لتنظيم "داعش" 1887 هجوماً في 20 دولة، وهو عدد يزيد بهامش قليل عن عدد الهجمات التي نفّذها العام الماضي، لكن هذا التصاعد في الهجمات قابله  انخفاض في عمليات التنظيم في العراق وسوريا.

· استناداً إلى  البيانات التي توردها مجلة "النبأ"، وهي نشرة أسبوعية يصدرها تنظيم "داعش"، أعلن الأخير في العام 2020 مسؤوليته عن متوسّط 110 هجمات شهرياً في العراق، بينما بلغ المتوسط الشهري 87 هجوماً في العام الحالي. وفي سوريا، أعلن "داعش" مسؤوليته عن معدل 45 هجوماً شهرياً في العام 2020، فيما بلغ معدل هجماته الشهري العام الجاري 31 هجوماً.

· وفقاً للمحللين جريجوري ووترز وتشارلي وينتر، أعلن "داعش" مسؤوليته عن 25% فقط من الهجمات المنسوبة إليه، ما يشير إلى وجود "نمط متعمّد وغير طبيعيّ لتقليل العدد، كجزء من استراتيجية لترسيخ وجوده من دون جذب الكثير من الاهتمام".

· خلال الفترة الأخيرة، بدأ اتجاه محدّد في عمليات "داعش" بالتصاعد، كجزء من "حرب اقتصادية" عالمية بدأ بشنّها. في  العدد 294 من نشرة "النبأ"، أوضح التنظيم أنَّ حملته على أبراج نقل الطاقة الكهربائية في العراق تسبّبت بانقطاع التيار الكهربائي، ما أجبر القوات الأمنية على حماية هذه الأبراج، ما مكَّن التنظيم من شنّ هجمات في أماكن أخرى.

· بلغت هجمات التنظيم على البنية التحتية الاقتصادية في العراق على مدى السنوات الخمس الماضية، 424 هجوماً، بما في ذلك 304 هجمات في العامين 2020 و2021. وتتنوّع الأهداف بين الآبار الارتوازية والبنية التحتية للنفط والغاز والمحاصيل وإمدادات الكهرباء والمياه. 

· وإضافة إلى العراق، هاجم التنظيم أهدافاً اقتصادية في كلٍّ من سوريا ونيجيريا ومصر والهند وليبيا والنيجر  وتشاد وباكستان وأفغانستان ومالي. وعلى الرغم من أنَّ هذا النوع من الهجمات لا يمثل سوى نسبة 2.03% من العدد الإجمالي لعمليات التنظيم في جميع أنحاء العالم، فإنَّه يعبر عن اتجاه آخذ في التصاعد.

· يموّل التنظيم عملياته مما تبقى لديه من عائدات النفط سابقاً، إضافةً إلى فرض ضرائب على مستثمري النفط في الحقول الواقعة تحت سيطرة "قسد"، كما يقوم عناصره بسرقة المواشي في سوريا، ومن ثم تهريبها إلى المناطق التي تسيطر عليها "قسد" أو عبر الحدود إلى العراق، حيث تباع في أسواق الماشية. ولم تتضح بعد آثار الضربة الموجعة التي تلقاها التنظيم باعتقال وزير ماليته.

يشير إعلان التنظيم حرباً اقتصادية إلى أفول نجمه وتراجع قدرته على شنّ عمليات كبيرة، إذ تتركز هذه الهجمات على أهداف سهلة وغير محمية، ما يدل على تراجع قوته بشكل كبير في سوريا والعراق، لكن ذلك لا يمنع تصاعد عمليات التنظيم في أماكن أخرى لم تكن مركزاً أساسياً لعملياته، وتبرز هنا "ولاية غرب أفريقيا الإسلامية"، التي تزداد قوة ونفوذاً، إذ يشنّ التنظيم هناك حرب عصابات عبر شمال شرق نيجيريا وأماكن أخرى على أطراف بحيرة تشاد.

أعلن في شمرا

الأكثر قراءة