المملكة المتحدة
حطت الثلاثاء الماضي (25 نيسان/أبريل) أول طائرة تقل رعايا بريطانيين وموظفي سفارة المملكة المتحدة في السودان في مطار قبرص. جاء ذلك بعد طلب الحكومة البريطانية، من رعاياها العالقين في السودان وموظفي السفارة، الوصول إلى مطار خارج الخرطوم والصعود على متن طائرات تابعة لسلاح الجو البريطاني في أقرب وقت، بينما أكدت صحيفة الغارديان التأخر في الاستجابة ودعوة الرعايا إلى أماكن صعبة الوصول.
مع ذلك، اشتملت الدعوات المواطنين البريطانيين فقط (وموظفي السفارة)، إذ رفضت السلطات منح تأشيرات لأقرباء الرعايا البريطانيين في السودان، واستبعدتهم من رحلات الإجلاء. وذكرت صحيفة الاندبندنت قصة جدة طبيب بريطاني تبلغ من العمر 87 عاما، لم تمنح تأشيرة للدخول إلى المملكة مع حفيدها على نحو آمن، وغيرها الكثير ممن تركوا لمصيرهم. وعلى التوازي يواجه كثير ممن يسعهم الفرار قرارا مؤلما "يذهبون أم يبقون".
يمكن تقديم اللجوء حال الوصول إلى المملكة
في الوقت نفسه تطالب الحكومة البريطانية المهاجرين السودانيين الراغبين في الوصول إليها وطلب اللجوء فيها، اتباع أساليب نظامية، ويبدو أن هذا أمرا عبثيا في منطقة يشتد فيها الصراع. ولاسيما في ظل غياب ما يسمى تأشيرات لجوء للراغبين في الوصول إلى المملكة، وآليات من أجل الحصول على أنواع أخرى من التأشيرات والرحلات المتجهة إلى هناك.
كما أكد مجلس المهاجرين ”Refugee Council“ عدم وجود طرق آمنة للوصول إلى المملكة (ولاسيما بالنسبة إلى السودانيين)، مشيرا إلى وجوب تقاسم المسؤوليات مع الدول الفقيرة التي تستقبل السودانيين الفارين.
وتوقعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عبور 270 ألف لاجئ سوداني إلى تشاد وجنوب السودان ، بما في ذلك عودة جنوب السودانيين إلى ديارهم. وهناك حديث عن توجه مهاجرين إلى مصر وأثيوبيا وليبيا التي تنتطلق من الأخيرة عادة رحلات المهاجرين باتجاه أوروبا، وتمارس بحق المهاجرين القابعين هناك انتهاكات شتى.
وأودى الصراع القائم في السودان بحياة 459 مدنيا، وربما يودي بأكثر من ذلك ولاسيما في ظل نقص الإمدادات والأدوية والمال، وفي ظل غياب السبل الآمنة التي تنقلهم إلى أوروبا وتحديدا بريطانيا، التي استطاعت تأمين سبل آمنة للضحايا القادمين من اوكرانيا سابقا وبعض القادمين من أفغانستان.
مهاجرون سودانيون
المهاجرون في المملكة وخارجها يواجهون خطر الترحيل
تجابه سلطات المملكة الهجرة غير الشرعية، غير آخذة بالأسباب ما يحصل في بلدان المهاجرين، كما في حالة السودان، إذ أكدت وزيرة الداخلية سويلا برافمان اليوم 26 نيسان/أبريل أن مصير الفارين من الصراع في السودان إلى المملكة على نحو غير شرعي هو الاعتقال وربما الترحيل إلى رواندا. مضيفة "لا يوجد سبب وجيه لأي شخص لركوب قارب صغير وعبور القناة بحثا عن حياة في المملكة المتحدة".
وكان تعهد رئيس الوزراء ريشي سوناك باحتجاز مهاجري القوارب الصغيرة الوافدة وترحيلهم بموجب قانون الهجرة الجديد، الذي يستعد نواب البرلمان لمناقشته، والذي يتضمن احتجاز وترحيل طالبي اللجوء على متن القوارب الصغيرة بغض النظر عن جدارة طلبات لجوئهم.
وعلى الأثر، أعرب مسؤولون في المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء عن مخاوفهم بشأن القانون الجديد ولاسيما البنود المتعلقة بالهجرة غير الشرعية.
أحد أسباب اختيار مهاجرين سودانيين المملكة المتحدة على نحو غير شرعي، وجود أقارب لهم فيها وصعوبة الانضمام إليهم على نحو شرعي، وفي السياق، سأل النائب المحافظ تيم لوتون وزيرة الداخلية سويلا برافمان أثناء جلسة في البرلمان، ماذا يمكن أن يحدث لمراهق يتيم يفر من منطقة حرب للانضمام إلى أقاربه في المملكة. ”ما الطريق الآمن والقانوني بالنسبة إليه؟" فأجابت الوزيرة أنه في الإمكان طلب اللجوء حال الوصول إلى المملكة، فسألها من جديد، كيف يمكن أن يدخل؟ كيف يمكن أن يطلب تأشيرة أو يمر عبر طريق آمن؟ سيدخل على نحو غير شرعي، أليس كذلك؟
عبور نحو 4000 مهاجر من السودان إلى المملكة
لم تستطع الوزيرة الإجابة عن السؤال، ويرى مراقبون أن السؤال بسيط جدا وواقعي، ويعبّر عما يحدث حاليا وإن أصرت سلطات المملكة على وجود سبل آمنة، أو استمرت بالقول يجب على المهاجرين البقاء في أول بلد آمن يصلون إليه، كما فعل وزير الهجرة البريطاني، روبرت جينريك.
ويتوقع وزراء وبرلمانيون ومراقبون تزايد أعداد المهاجرين الوافدين عبر بحر المانش إلى المملكة وظهور تحديات جديدة للصراع في السودان. وعبر نحو 4000 مهاجر سوداني بقوارب صغيرة القناة الإنكليزية منذ عام 2020 ، وهم يشكلون ثامن أعلى جنسية تصل إلى المملكة المتحدة عبر بحر المانش.
مهاجر نيوز 2023