هو العصب القحفي التاسع، المسؤول عن وظائف حسية وحركية في الجسم، إضافةً إلى وظائف حسية مميزة لا ودية. يرتبط العصب البلعومي اللساني بالتذوق وإفراز اللعاب والبلع والكلام واللوزتين وتدفق الدم إلى الدماغ والأذن الوسطى.
تنبثق الأعصاب القحفية الاثنا عشر من الدماغ نفسه في أزواج متناظرة، على عكس بقية الأعصاب الأخرى التي تتفرع من النخاع الشوكي.
ينبثق العصب البلعومي اللساني على غرار معظم الأعصاب القحفية من الجزء الأمامي من جذع الدماغ، الذي يقع في الجزء الخلفي من الدماغ ويربطه بالنخاع الشوكي.
يخرج العصب البلعومي اللساني من التجويف القحفي (الجمجمة) من خلال الثقبة الوداجية، وهي فتحة كبيرة في قاعدة الجمجمة، ثم يعطي فرعًا يسمى العصب الطبلي، الذي يمر عبر العظم الصدغي وصولًا إلى الأذن الوسطى.
يتفرع العصب الصخري الصغير من الأذن باتجاه العقدة الأذنية (مجموعة من الخلايا العصبية في الأذن)، ثم يمتد على طول العصب الأذني الصدغي إلى الغدة النكافية، وهي غدة لعابية في الخد.
وينتقل في هذه الأثناء العصب البلعومي اللساني إلى الأسفل بين الشريان السباتي الباطن والوريد الوداجي الباطن، ثم ينحني إلى الأمام ليشكل قوسًا على جانب العنق فوق العضلة الإبرية البلعومية والعضلات المضيقة البلعومية المتوسطة أعلى الحلق، عندها يرسل العصب البلعومي اللساني عصب الجيب السباتي، الذي يمتد بعدها إلى أسفل العنق وصولًا إلى الشريان السباتي.
ثم يصل إلى العضلة اللامية اللسانية التي تقع على جانب العنق وتتصل باللسان، ويتفرع إلى ثلاثة فروع نهائية:
تمتلك العديد من الأعصاب اختلافات تشريحية يجب على الأطباء وخاصة الجرّاحين معرفتها؛ حتى لا يؤذوها بغير قصد في عملياتهم، وأيضًا للمساعدة في تشخيص مشكلات وظائف الأعصاب.
ينحني العصب البلعومي اللساني لدى معظم الأشخاص حول مقدمة العضلة الإبرية البلعومية، لكنه يخترق هذه العضلة بدلًا من ذلك في بعض الحالات.
أظهرت بعض الدراسات أن نسبة صغيرة من الأشخاص لديهم ارتباط قريب غير طبيعي بين العصب البلعومي اللساني والعصب المبهم داخل الجمجمة، ومن المهم للغاية معرفة ذلك أثناء الجراحة في تلك المنطقة لمنع قطع الألياف العصبية.
للعصب البلعومي اللساني مجموعة وظائف متنوعة في الرأس والعنق من خلال أنواع مختلفة من الألياف العصبية وفروعها المتنوعة.
يلعب العصب البلعومي اللساني دورًا حسّيًا في العديد من البنيات المهمة، ففي الأذن الوسطى وعبر فرعها الطبلي، تصبح جزءًا من الضفيرة الطبلية، وهي شبكة من الأعصاب التي تقدم الوظائف الحسية للأذن الوسطى وقناة استاكيوس والسطح الداخلي من غشاء الطبل.
كذلك يوفر عصب الجيب السباتي الذي يتصل بالشريان السباتي معلومات للدماغ حول ضغط الدم وتشبع الأكسجين.
ويوصل الفرع البلعومي الإحساس للأغشية المخاطية في فتحة الحلق بين الحنك الرخو ولسان المزمار، ويوصل الفرع اللوزي الإحساس إلى اللوزتين.
يقوم الفرع اللساني بمهمة خاصة وهي إيصال معلومات التذوّق إلى الدماغ، فهو يرتبط بالبراعم الذوقية في الثلث الخلفي من اللسان وأسفل الحلق، ويوفر أيضًا لتلك المنطقة معلومات حسّية عامة مثل اللمس ودرجة الحرارة والألم.
يقوم عصب الحبل الطبلي بتعصيب ثلثي اللسان الأمامي، وهو يعد فرعًا من العصب الوجهي (العصب القحفي السابع)، ويقوم مع العصب اللساني بتثبيط الإشارات التي تُرسل إلى الدماغ، وذلك من أجل إعطاء الدماغ القدرة على التفريق بين المجموعات المتنوعة من الأذواق، حسبما أشار الخبراء.
يؤدي تلف أحد هذه الأعصاب إلى التخلص من هذا التأثير المثبط وقد يسبب زيادة الإدراك لأذواق معينة إضافةً إلى زيادة الألم المرتبط باللسان.
يوفر العصب البلعومي اللساني الوظيفة الحركية للعضلة الإبرية البلعومية، التي تقع في البلعوم (جزء من الحلق خلف الأنف والفم)، وهي مسؤولة عن البلع، وتقصّر البلعوم وتوسعه وترفع الحنجرة عند البلع وتسمى عادةً صندوق الصوت.
يعد كل من الجهاز العصبي الودي واللا ودي جزءًا من الجهاز العصبي الذاتي، ويعملان على موازنة بعضهما، وتأتي استجابة الكر أو الفر تجاه الخطر أو القلق من الجهاز العصبي الودي، بينما يتعامل نظير الودي مع ما يُسمى بوظائف الراحة والهضم، أي النشاط الطبيعي الذي يمارسه الجسم عندما لا يكون في موقف يتطلب رد فعل جسدي شديد.
يحتوي العصب الصخري الصغير الذي يتصل بالغدة النكافية على ألياف نظيرة ودية وتحفز إفراز اللعاب، وهو ما يسمى بالوظيفة المحركة للإفراز، وهو جزء من الجهاز العصبي نظير الودي لأن اللعاب يشارك بعملية الهضم.
قد تؤثر مشكلات العصب البلعومي اللساني على جميع العمليات المرتبطة به، وقد يحدث تلف العصب بسبب إصابة أو جراحة في الرأس والعنق، وكذلك بسبب السكتات الدماغية أو الأمراض التي تؤثر على وظائف العصب أو الأورام التي تنمو على العصب أو تضغط عليه.
تشمل الأسباب الجراحية والطبية الشائعة لتلف العصب البلعومي اللساني:
أما النتائج الأكثر خطورة لخلل وظائف العصب البلعومي واللساني فهي ما يلي:
هو ألم ناتج عن تلف العصب، ويكون العَرَض الأساسي في حالة ألم العصب البلعومي اللّساني ألمًا في الحلق وقاعدة اللسان عند البلع والمضغ والسعال والتثاؤب، ويكون الألم حادًا وقد يؤثر على اللوزتين والفك السفلي أيضًا، وقد يكون مؤقتًا أو دائمًا.
قد يعاني بعض المصابين بألم العصب البلعومي اللساني أيضًا من اضطرابات في العصب المبهم، ما يؤدي إلى ظهور أعراض تشمل:
يعتمد علاج الخلل الوظيفي للعصب البلعومي اللساني بشكل أساسي على سبب المشكلة، وقد يُشفى تلف العصب في بعض الحالات من تلقاء نفسه مع مرور الوقت.
لا يُحدد سبب ألم العصب البلعومي اللساني في معظم الحالات، لذلك يكون الهدف من العلاج هو تحسين الأعراض، وتشمل علاجات الألم العصبي مضادات الاكتئاب ومضادات الالتهاب.
اقرأ أيضًا:
عسر البلع: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
انقطاع النفس النومي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: آية وقاف
تدقيق: منى سعيد
المصدر