يدمر حرق من الدرجة الثالثة الطبقات الثلاثة الأولى من الجلد والأنسجة الدهنية، وقد لا يشعر الشخص الذي يعاني حرقًا من الدرجة الثالثة بالألم على الفور، لكن سيلاحظ أن الجلد قد تفحم وأصبح جافًا. يُعد هذا النوع من الحروق خطيرًا للغاية، ويتطلب علاجًا على الفور من قِبل الطبيب. تعتمد مدة الشفاء على حجم الحرق وموقعه.
الحروق من الدرجة الثالثة هي نوع خطير من الحروق يتطلب رعايةً طبيةً فوريةً، فالحرق هو تلف الجلد أو الأنسجة الداخلية نتيجة لدرجات حرارة مفرطة، أو مادة كيميائية، أو مصدر ضوئي.
تُتلف الحروق من الدرجة الثالثة بشرة الجلد والأدمة والطبقة الدهنية تحت الجلد، وقد تُتلف الحروق من الدرجة الثالثة الغدد العرقية، وبصيلات الشعر، والنهايات العصبية.
عندما يعاني شخص حرقًا من الدرجة الثالثة، قد لا يشعر بالألم فورًا نظرًا لأن الحرق قد أتلف الأعصاب، ونتيجةً لعدم الإحساس بالألم، قد يظن الشخص أن حالته ليست خطيرة، لكن الواقع يكون مغايرًا، ويجب مراجعة الطبيب لتلقي العلاج المناسب.
تتضمن ملامح الحرق من الدرجة الثالثة:
عند حدوث حروق من الدرجة الثالثة، لا يحدث تغيير مؤقت في لون الجلد إلى الأبيض، ولا يختفي اللون عند الضغط على الجلد المصاب. هذه الظاهرة المعروفة بالتبييض وتحدث عادة في حالات الحروق من الدرجة الأولى والثانية، إذ يمكن رؤية تغير لون الجلد إلى الأبيض مؤقتًا عند تطبيق ضغط على الجلد.
من المحتمل أن تظهر للحروق من الدرجة الثالثة ملامح حروق من الدرجة الثانية، مثل:
قد يتعرض أي جزء من الجسم لحرق من الدرجة الثالثة تبعًا لسبب الحرق. وتشمل المواقع الشائعة لحروق الدرجة الثالثة:
تحدد درجة كل حرق عدد الطبقات التي تضررت في الجلد، مثلًا:
ومع ندرتها، فقد تتجاوز الحروق الخطيرة الدرجات الثلاث وتشمل:
في حالة وجود حرق من الدرجة الأولى أو الثانية وقطره أقل من 3 بوصة، أو حرق ليس على الوجه، عندئذٍ قد يُعالج الحرق في المنزل. أما في حالة وجود حروق خطيرة أو حروق كبيرة من الدرجة الثالثة فما فوق، فيجب مراجعة الطبيب على الفور.
قد تسبب العوامل التي تسبب حروق من الدرجة الأولى والثانية حرقًا من الدرجة الثالثة، يكمن الاختلاف في مدة تعرض الجسم لمصدر الحرارة، أو المواد الكيميائية، أو الضوء الذي تسبب في الضرر، أو شدة مصدر الحرق.
كلما ازدادت شدة مصدر الضرر أو طول مدة تفاعل الجسم مع سبب الحرق، ازداد الضرر الحاصل.
تشمل أسباب حروق الدرجة الثالثة الشائعة مايلي:
في حال تعرض الشخص لحروق من الدرجة الثالثة، يُوصى بزيارة قسم الطوارئ لتلقي العلاج.
مع أن الشخص قد لا يشعر بالألم، فإن الضرر الذي يلحق بالجلد والأنسجة يكون شديدًا ويتطلب رعاية طبية. يختلف علاج حروق الدرجة الثالثة تبعًا لحجمها وموقعها.
يعالج الطبيب حرق من الدرجة الثالثة عن طريق:
تنظيف الحرق: ينظف الطبيب البشرة عن طريق إزالة الشوائب والجلد الميت والأنسجة من المنطقة المحروقة. يجب عدم محاولة إزالة أي شيء من منطقة الحرق قبل مراجعة الطبيب.
تغطية الحرق: بعد تنظيف الحرق، يضع الطبيب مرهمًا مضادًا للبكتيريا على الحرق ويغطيه بلطف بضمادة.
من المهم الحفاظ على تغطية الحرق ونظافته لتجنب حدوث إنتان.
يجب تغيير الضمادة مرة واحدة على الأقل يوميًا، يقدم الطبيب لمريضه تعليمات حول كيفية العناية بالحرق وتنظيفه.
المضادات الحيوية: يعطي الطبيب مريضه المضادات الحيوية حقنًا وريدية ببطء.
إذا كان لدى الشخص حرقًا من الدرجة الثالثة مساحته صغيرة، قد يتناول المضادات الحيوية عن طريق الفم.
تعويض السوائل: إذا كان الحرق كبيرًا أو شديدًا فهذا يعني خسارة كمية كبيرة من السوائل، ما يؤدي إلى حدوث صدمة نقص السوائل مهددًة للحياة إذا لم تُعالج.
قد يستخدم الطبيب إبرة في الوريد لإعطاء سوائل تحتوي على الشوارد، وذلك لاستعادة ما فقده الشخص الذي تعرض للحرق.
مسكنات الألم: مع أن الشخص قد لا يشعر بالألم مباشرةً بعد الحرق، فإنه قد يشعر بالألم في أثناء الشفاء، لذلك قد يقترح الطبيب استخدام مسكنات الألم دون وصفة طبية للمساعدة على الشعور بالراحة.
الطعوم الجلدية أو الجراحة الترميمية: قد يضع الطبيب طعمًا جلديًا للمساعدة في إغلاق الجرح. يأخذ الطبيب الطعم الجلدي من جزء آخر من الجسم لتغطية الجرح.
من المرجح أن يتسبب حرق من الدرجة الثالثة في تشكل ندبة على الجلد.
إذا اتبع الشخص المصاب تعليمات طبيبه حول كيفية العناية بالحرق، فإن الندبة قد تكون أصغر من المتوقع، وقد تتلاشى الندبات مع مرور الوقت.
من الممكن تجنب الحروق والحد من خطر حدوثها عبر اتباع بعض التدابير الوقائية، مثل:
يستغرق الشفاء من حروق الدرجة الثالثة مدةً لا تقل عن ثلاثة أسابيع إذا كانت رقعة الحرق صغيرة الحجم، بينما تحتاج حروق الدرجة الثالثة الكبيرة عدة سنوات للشفاء تمامًا.
يساعد الطبيب المعالج في تقدير مدة الشفاء بناءً على حجم الحرق وموقعه.
في حالة وجود حرق من الدرجة الثالثة، يُنصح بزيارة قسم الطوارئ فورًا.
يجب علاج حروق الدرجة الثالثة من قبل الطبيب دائمًا، وعدم محاولة علاجها في المنزل.
إذا لم يكن الشخص متأكدًا من نوع الحرق الذي يعاني منه، يُوصى بزيارة الطبيب على الفور.
اقرأ أيضًا:
الحروق الكيميائية: الأعراض والمخاطر والعلاج
الحروق: درجاتها، كيفية علاجها، الوقاية منها ومخاطرها المختلفة
ترجمة: حسن السعيد
تدقيق: نور حمود
مراجعة: باسل حميدي
المصدر
