يوسف حرب من السويداء يترجم عشقه للحجر البازلتي بتطويعه في أعمال البناء والنحت

السويداء-سانا

جسد يوسف حرب من قرية دوما بريف السويداء عشقه للحجر البازلتي المرتبط ببيئته، عبر تطويعه في أعمال البناء والنحت، وتوظيفهما في منزله ليكون بمثابة معرض يلفت انتباه كل من يزوره.

يوسف حرب من السويداء يترجم عشقه للحجر البازلتي بتطويعه في أعمال البناء والنحت

يوسف 54 عاماً روى خلال حديثه لمراسل سانا كيف ورث عن جده حسين وأبيه سالم مهنة بناء البيوت من الحجر البازلتي، ونحت عليها أشكالا بمنتهى الدقة والجمالية، في محاولة منه للحفاظ على هذه المهنة، كونها أصبحت في حكم الزائلة من جراء التطور السريع في مجال الهندسة المعمارية.

وبين حرب أنه بدأ بممارسة أعمال البناء والنحت في تسعينيات القرن الماضي في عدد من البيوت، بعد أن اكتسب كل المعارف عن حجر البازلت، وسبقها بنجاحه بصنع مجسمات بيوت من حب الحمص.

ولفت إلى أن شغفه بهذا الحجر دفعه لإعادة تأهيل المنزل الحجري القديم الذي ورثه عن والده، وإدخال إضافات عليه من الحجر ذاته، بحيث أنشأ قناطر جديدة وأعمدة وتيجانا وطاولات، مضمناً فيها زخارف ونقوشاً ونحتاً باستخدام الإسمنت بالقناطر القديمة وسط المضافة.

أكثر من مئة منحوتة متعددة الأحجام نجح حرب بتنفيذها أيضاً، ووضع أغلبها في منزله جامعاً فيها بين أدوات الزراعة والبناء والطعام والأسلحة القديمة وأجران القهوة وأبواب الحلس وغيرها، وجعل لكل واحدة منها قصة وحكاية بحسب قوله.

جهد ووقت كبيران يتطلبان من حرب الذي ينقل الصخور ويستخلص منها الحجارة، بما يعرف “بتقصيب” الحجر الذي يستخدمه للبناء أو النحت بأدوات بسيطة يجمع فيها بين المطرقة والإزميل، مع لجوئه أحياناً ومؤخراً لاستخدام الأدوات الكهربائية، كما يجد أن لكل حجر طبيعة وتكوينا معينين، والخبرة التي اكتسبها جعلته يجيد تطويعه للوصول إلى الشكل المطلوب.

يوسف حرب من السويداء يترجم عشقه للحجر البازلتي بتطويعه في أعمال البناء والنحت

المهنة التي اكتسبها حرب أورثها لابنه سامر الذي بدأ يتقنها، لكنه لم يكتب له الاستمرار فيها لاستشهاده في مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي خلال الهجوم الغادر على القرية وعدد من قرى الريف الشرقي عام 2018، الأمر الذي دفعه منذ تلك الفترة إلى تطوير معرضه، بحيث يجهد حالياً لتحويله إلى متحف يحمل اسم ابنه وفاء لروحه وذكراه.

ووفق أحد أبناء قرية دوما المدرس المتقاعد موفق سياف، فإن حرب ترعرع في بيئة فلاحية كادحة ومكافحة وحافظ على موروث أهله وكل شيء قديم، وأعطاه صبغة جديدة من فكره وجمالية بذوقه وفنه، وطوع الحجر بأنامله بكل شغف ومحبة، وتمكن رغم ظروف الحياة الصعبة من تقديم كم جيد من المنحوتات والتحف التي تتطلب دقة ووقتا، كما سخر إمكانياته ودون أي مقابل للمساهمة على مدار عام كامل بإنجاز صرح الشهداء في قريته الذي ضم أضرحة الشهداء، منذ أيام الثورة السورية الكبرى وصولاً إلى يومنا الحاضر.

ووفقاً للفنان التشكيلي عماد النداف، فإن حرب اكتسب المهنة بالفطرة، وقدم أشياء جميلة تستحق الاهتمام، كما تميز بدقته العالية في العمل وتنويعه للأعمال المنجزة، كما تم ضمه مؤخراً لتجمع شهبا التشكيلي.

عمر الطويل

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

يوسف حرب من السويداء يترجم عشقه للحجر البازلتي بتطويعه في أعمال البناء والنحت
يوسف حرب من السويداء يترجم عشقه للحجر البازلتي بتطويعه في أعمال البناء والنحت
يوسف حرب من السويداء يترجم عشقه للحجر البازلتي بتطويعه في أعمال البناء والنحت
يوسف حرب من السويداء يترجم عشقه للحجر البازلتي بتطويعه في أعمال البناء والنحت
يوسف حرب من السويداء يترجم عشقه للحجر البازلتي بتطويعه في أعمال البناء والنحت
يوسف حرب من السويداء يترجم عشقه للحجر البازلتي بتطويعه في أعمال البناء والنحت
يوسف حرب من السويداء يترجم عشقه للحجر البازلتي بتطويعه في أعمال البناء والنحت
يوسف حرب من السويداء يترجم عشقه للحجر البازلتي بتطويعه في أعمال البناء والنحت
يوسف حرب من السويداء يترجم عشقه للحجر البازلتي بتطويعه في أعمال البناء والنحت
أعلن في شمرا