روسيا

مصادر مطلعة ذكرت لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إنّ التوترات تتصاعد بين السعودية وروسيا، حيث تواصل موسكو ضخّ كميات ضخمة من الخام الأرخص ثمناً في السوق، مما يقوّض جهود الرياض لتعزيز أسعار الطاقة عالمياً.

خلاف بين موسكو والرياض على خلفية أسعار النفط الروسي وحجم الإنتاج

تحدث تقرير في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم السبت، عن توتر في العلاقات بين السعودية وروسيا، بسبب تخفيضات تقوم بها الأخيرة في أسعار النفط.

وقالت مصادر مطلعة للصحيفة إنّ التوترات تتصاعد بين السعودية وروسيا، حيث تواصل موسكو ضخّ كميات ضخمة من الخام الأرخص ثمناً في السوق، مما يقوّض جهود الرياض لتعزيز أسعار الطاقة عالمياً. 

كما أكدت المصادر أنّ السعودية "أعربت عن غضبها لروسيا، لعدم الامتثال الكامل لتعهدها بخفض الإنتاج".

وقالت المصادر إنّ المسؤولين السعوديين "اشتكوا إلى كبار المسؤولين الروس، وطلبوا منهم احترام التخفيضات المتفق عليها".

وتأتي الأخبار عن هذا الخلاف، وسط تحسن في العلاقات بين البلدين شهدته السنوات الأخيرة، لا سيما على مستويات الطاقة وعدد من الملفات السياسية أبرزها موقف الرياض من الحرب في أوكرانيا، الذي بقي دون المستوى الذي كانت تأمله واشنطن من الرياض.

وكانت وسائل إعلام رسمية روسية، قد أكدت منذ أيام، أنّ مسؤولاً روسياً كبيراً ويواجه عقوبات أميركية وغربية، زار السعودية وأجرى محادثات مع نظيره الثلاثاء الفائت.

وقد جاءت زيارة وزير الداخلية الروسي، فلاديمير كولوكولتسيف، إلى الرياض، بعد أيام قليلة من إلقاء الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خطاباً أمام قمة جامعة الدول العربية، التي عقدت في مدينة جدة الأسبوع الفائت.

وأوضحت وكالة الأنباء السعودية أنّ "كولوكولتسيف التقى وزير الداخلية السعودي، الأمير عبد العزيز بن سعود"، وأنه "جرى خلال الجلسة بحث سبل تعزيز مسارات التعاون الأمني بين وزارتي الداخلية في البلدين، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك".

وفي سياق متصل، نشرت وكالة بلومبرغ الأميركية تقريراً، أمس الجمعة، بعنوان "السعودية تستحوذ على الديزل الروسي وترسله إلى أوروبا".

وذكر المقال أنه "وكنتيجة غير مقصودة للعقوبات الغربية على موسكو، تشتري السعودية اليوم كميات قياسية من الديزل الروسي بأسعار منخفضة، ثمّ تقوم بتصديرها إلى الاتحاد الأوروبي بأسعار أعلى".

وقد حلّت السعودية هذا العام محلّ روسيا كأكبر مورّد للديزل لأوروبا، متخطيةً روسيا، منذ شباط/فبراير الماضي، وتفوّقت حتى على الولايات المتحدة باعتبارها ثاني أكبر مصدر في العالم، بحسب "بلومبرغ|.

كما زادت واردات الصين من النفط الخام من روسيا بنسبة 8.6%، في نيسان/أبريل الماضي على أساس سنوي، مع شروع شركات تكرير خاصة أكبر في شراء النفط مخفض الأسعار.

وبلغ إجمالي الواردات من روسيا، بما في ذلك الشحنات المحمولة عبر البحر والإمدادات عبر خطوط الأنابيب، 7.1 مليون طن أو 1.73 مليون برميل يومياً.

وقد انضمت شركات تكرير خاصة كبيرة إلى شركات تكرير مستقلة أصغر، في التهافت على النفط الروسي منخفض السعر، سواء خام المكون من مزيج شرق سيبيريا والمحيط الهادئ، الذي يتم تحميله من أقصى شرق روسيا، أم خام "الأورال" الذي يُشحن عبر الموانئ الأوروبية.

وكان تقرير مفصل في موقع "جيبوبليتيكال إيكونومي"، للكاتب بن نورتن، قد أكّد أنّ الاتحاد الأوروبي، الذي فرض عقوبات على روسيا وقاطع نفطها، لا يزال يشتريه بشكل غير مباشر من الهند بسعر أعلى، ما يؤدي إلى تأجيج تراجع الدولرة والتضخم في منطقة اليورو، حيث انخفضت الأجور الحقيقية للعمال بنسبة 6.5٪ من عام 2020 إلى عام 2022.

أعلن في شمرا

الأكثر قراءة