تحويل جثث الموتى إلى سماد بشري
تقف سيندي أرمسترونغ وسط قطعة أرض وتتأمل في تربتها التي كانت يوماً...ابنها. وتبتسم المرأة عندما تستذكر الشاب الذي توفي جراء إصابته بالسرطان والذي تمنّى دائماً أن يتحول رفاته سماداً يساهم في إنبات حياة جديدة.
وتندرج إرادة الشاب الراحل في حركة في الولايات المتحدة تسعى إلى جعل عمليات دفن جثث الموتى وسيلة تساهم في إنعاش البيئة، وتتذكر سيندي أرمسترونغ اللحظة التي أعرب فيها ابنها عن رغبته في أن يُدفن باعتماد طريقة "الاختزال العضوي الطبيعي" (تحويل الجثة سماداً بشرياً) بعدما أصبحت واشنطن (غرب الولايات المتحدة) عام 2019 أوّل ولاية أميركية تشرّع اللجوء إلى "الاختزال العضوي الطبيعي" في التخلص من الجثث بدلاً من اعتماد حرقها.
وتقول "أزعجتني الفكرة كثيراً حينها، لكنني اليوم، وبعدما رأيت نتائج العملية، أصبحت مؤيدة لها بشكل كامل وأرغب في التحوّل إلى سماد".
وانضم رفات ابنها الذي تحوّل سماداً إلى مجموعة أخرى من الجثث التي لتُستخدم في إعادة تأهيل سفح هضبة في مدينة كِنت الواقعة قرب سياتل. وكان السفح الذي كان سابقاً ملجأ لمتعاطي المخدرات، مليئاً بالسيارات التي اخترق الرصاص بعضها.
وتقول أرمسترونع عن ابنها أندرو الذي رحل عن 36 عاماً "لقد أراد عودة إلى الطبيعة".