يُعدّ كبت النقي أو ما يُعرَف بكبت نقي العظم أحد التأثيرات الجانبية الشائعة الناتجة عن العلاج الكيميائي. يتراجع أداء نقي العظم نتيجة هذا الكبت، ما يُخفّض عدد خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية التي يُنتجها عادةً.

تختلف الأسباب الكامنة وراء كبت النقي من فردٍ إلى آخر، قد يرجع السبب إلى واحد من سرطانات الدم أو العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو الستيرويدات أو الإصابة بأحد أنواع الفيروسات (فيروس الإيدز-HIV) أو نتيجة الإصابة بتليّف النقي وغيره من الأمراض.

تُنتج الخلايا الجذعية النقوية عادةً كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية. يُعبّر مصطلح كبت النقي عن الحالة الطبية التي تفقد فيها هذه الخلايا وظيفتها. ينتج عن هذا الخلل الوظيفي بعض الاضطرابات الدموية.

عندما يبلغ كبت النقي مراحل متقدمة جدًا يُطلق عليه اسم تثبيط نقي العظم إذ يفقد النقي كامل وظيفته.

كبت النقي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

كبت النقي من التأثيرات الجانبية الشائعة الناتجة عن العلاج الكيميائي، إذ تقتل أو تُبطىء عوامل هذا النوع من العلاج الخلايا التي تنقسم بسرعة. على الرغم من أن هذا العلاج يستهدف الخلايا السرطانية، فإنه يؤثر على خلايا نقي العظم السليمة أيضًا.

بعض العقاقير المستخدمة في العلاج الكيميائي التي قد تُسبّب كبت نقي العظم هي:

تُعدّ الأدوية التي تُخفّف من قدرة الخلايا الجذعية والخلايا المتخصصة بالتكاثر على الانقسام من أشيع أسباب كبت النقي، تتحسن حالة المريض فور إيقاف استعمال مثل هذه المركبات الكيميائية.

من الأسباب الأخرى لكبت النقي:

يحدُّ سرطان نقي العظم من قدرته على أداء المهام، الأمر الذي يؤدي إلى كبت النقي. تشمل سرطانات نقي العظم ما يلي:

عادة ما يعاني مرضى بعض أنواع السرطانات من كبت النقي بعد خضوعهم للعلاج الكيميائي أو حتى الإشعاعي أو تناول الستيرئيدات؛ أو بعد استخدام المضادات الحيوية مثل: piperacillin-tazobactam

قد يتطور كبت النقي نتيجة سوء التغذية أو الإصابة ببعض أنواع الفيروسات مثل: فيروس عوز المناعة المكتسب- HIV؛ وقد تؤدي الإصابة باضطرابات نادرة كالتليّف النقوي الأولي إلى التأثير في وظيفة نقي العظم.

لا يُسبّب كبت النقي عادةً الألم، إنما تعتمد الأعراض على اضطرابات دموية معينة.

تتعدد الاضطرابات ومنها:

يُعرف بانخفاض عدد كريات الدم الحمراء، ويسبّب الأعراض التالية:

هو انخفاض في عدد كريات الدم البيضاء، ما يؤدي إلى نقص في مناعة الجسم، بالتالي صعوبة في مكافحة العوامل الممسبّبة للمرض.

تتضمن أعراضه ما يلي:

يُسبّب النقص في عدد الصفائح الدموية أعراضًا عدة تتمثل بالتالي:

تختلف طرق تشخيص كبت نقي العظم مع اختلاف السبب. مثلًا، لا يلجأ الطبيب إلى الاختبارات التشخيصية في حالة مرضى السرطان الذين يخضعون إلى علاج كيميائي، بينما يحتاج الطبيب اختبارات متنوعة في حالات أخرى، من هذه الاختبارات: تحليل الدم، إجراء خزعة لنقي العظم وشفطها.

خلال تحليل الدم يأخذ الطبيب عينة من الدم لكشف وجود تشوهات خلوية، بينما يتطلب شفط نقي العظم أو إجراء خزعة من نقي العظم أخذ عينة من النقي والعظم.عادةً ما تؤخذ هذه العينة من عظم الورك.

قد يطلب الطبيب اختبارات تشخيصية أخرى قبل تأكيد التشخيص.

يختار الطبيب العلاج اعتمادًا على السبب الكامن خلف حدوث كبت النقي.

– في حالة مرضى السرطان الذين يخضعون إلى علاج كيميائي، قد ينخفض عدد كريات الدم بعد 7-10 أيام من بدء العلاج، عندها يُقلّل أو يُوقف الطبيب العلاج الكيميائي فاسحًا المجال لنقي العظم كي يتعافى. ينصح بعض الأطباء بنقل الدم إلى المرضى كي يعوّضوا الكريات الحمراء والصفائح التي خسروها، يحتاج بعض المرضى إلى تنوّع العلاجات المستخدمة نظرًا لتأثيراتها المؤقتة.

قد يُصاب بعض الأشخاص بكبت نقي العظم متوسط الشدة، ولا يحتاج هؤلاء المرضى علاجًا دوائيًا، إنما يكتفي الطبيب ببعض التوصيات التي تهدف إلى تعديل نمط الحياة، منها:

نظرة عامة:

لا يُعد كبت النقي بحد ذاته حالة مهددة للحياة، لكن الإصابة به تعني نقص مناعة الجسم بسبب النقص في عدد الكريات البيضاء. في هذه الحالة يغدو المريض أكثر عرضة للنزيف أو العدوى المهددة للحياة.

يجب أن يناقش الطبيب احتمالية تطور كبت نقي العظم عند أي مريض مقبل على العلاج الكيميائي، إضافةً إلى الآثار الجانبية المحتملة الأخرى التي قد تنتج عن العلاج.

عند حدوث كبت النقي يُقلّل الطبيب العلاج الكيميائي أو يوقفه حتى يتعافى نقي العظم عند المريض ويعود لأداء وظيفته. قد يحتاج المريض إلى نقل دم أو أنماط علاجية أخرى.

تعود عناصر الدم إلى مستوياتها الطبيعية في غضون أسابيع من انتهاء جرعات العلاج الكيميائي، في حالات نادرة يسبب العلاج الكيميائي ضررًا لا يُمكن إصلاحه في نقي العظم، يوصي الطبيب على إثره بزرع النقي عند المريض.

يحدث كبت النقي عندما يتراجع أداء نقي العظم في إنتاج عناصر الدم، وتنجم هذه الحالة عن اضطرابات عدة مثل الإصابة بالفيروسات لكن أكثر الأسباب شيوعًا هو العلاج الكيميائي الذي يتبع الإصابة ببعض أنواع السرطانات.

يعاني مرضى كبت النقي من فقر الدم وزيادة خطر الإصابة بأنواع العدوى المختلفة وسهولة حدوث الكدمات والنزيف.

يعتمد علاج كبت النقي على السبب الكامن وراءه، لكن في حالة كبت النقي الناجم عن العلاج الكيميائي، يمكن للأطباء تقليل أو تأخير علاج السرطان، ويُعالج كبت نقي العظم بعد انتهاء العلاج الكيميائي.

اقرأ أيضًا:

ما خزعة نقي العظم؟

التهاب العظم والنقي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: لجين بري

تدقيق: فاطمة جابر

المصدر

كبت النقي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
أعلن في شمرا

الأكثر قراءة