أدى ازدهار التجارة الإلكترونية إلى سهولة انتشار الأدوية المزيفة عبر مواقع غير خاضعة للرقابة، مما يشكل خطراً صحياً واقتصادياً عالمياً. وتحوي هذه الأدوية على مكونات خاطئة أو ضارة، وتباع من دون وصفات طبية. عمليات دولية مثل "بانجيا 17" كشفت عن حجم الاتجار غير المشروع، فيما تحذر منظمة الصحة العالمية من تفشي أدوية مزيفة لعلاج السكري والسمنة.

أدى ازدهار التجارة الإلكترونية إلى انتشار مواقع غير خاضعة للرقابة، مما سهل نشوء سوق عالمية للأدوية المخالفة للمواصفات القانونية في آفة تشكل تهديداً للصحة العامة وتحدياً اقتصادياً كبيراً.

الأدوية المزيفة هي المنتجات الطبية التي تزيف عمداً أو بصورة احتيالية هويتها أو تركيبها أو مصدرها، وفق منظمة الصحة العالمية.

قد تحوي هذه الأدوية على المكونات الصحيحة، ولكن بجرعة غير صحيحة، أو مكون فعال آخر، أو حتى لا تحوي أي مادة فعالة على الإطلاق. كما قد تحوي سواغات (مواد مضافة) غير صحيحة.

قد تكون هذه الأدوية أيضاً أدوية أصلية تحول لإعادة بيعها بصورة غير قانونية، وغالباً من دون علم المرضى. وفي حالات أخرى يسعى عمداً إلى استخدامها كأدوية منشطة أو مؤثرة في العقل.

حتى لو كان أصلياً في الأساس، فإن أي دواء يسحب من قناة التوزيع الرسمية، على سبيل المثال عند طلبه من موقع إلكتروني غير قانوني لصيدلية، يصبح في حكم الواقع منتجاً غير قانوني. ويؤكد اتحاد شركات الأدوية الفرنسية (ليم)، "من هنا فصاعداً، يمكن الحديث عن دواء مزور ومحول".

وينطبق الأمر نفسه على الأدوية منتهية الصلاحية التي تعاد تعبئتها لإعادة بيعها أو التي تخرج من سلسلة التوزيع القانونية عبر وصفات طبية مزيفة.

تشير شركة الأدوية الفرنسية "سيرفييه" إلى أن السياق المجتمعي يشجع على انتشار الأدوية المزورة، مثل "ظهور ثقافة التطبيب الذاتي والتشخيص الذاتي في البلدان التي أصبح فيها الوصول إلى الاستشارات الطبية معقداً أو مقيداً للغاية".

توضح "سيرفييه" أنه "بينما كان المرضى يترددون سابقاً في تناول الأدوية من دون استشارة طبية، ينجذب البعض الآن إلى فكرة شراء الأدوية من دون وصفة طبية، خصوصاً عبر الإنترنت".

تشكل الأدوية المزيفة تهديداً كبيراً للصحة العامة في جميع أنحاء العالم، وفق منظمة الصحة العالمية. فقد تكون هذه الأدوية ضارة إذا كانت تحوي ملوثات أو مواد سامة، وأحياناً يكون خطرها غير مباشر، كما الحال في مضادات الميكروبات، إذ تزيد من خطر مقاومة الأدوية. وفي أحسن الأحوال، تكون غير فعالة.

ويؤكد اتحاد "ليم" الفرنسي أن الأدوية المزورة "مشكلة صحية عامة رئيسة ذات أخطار متفاوتة"، لكن "الناس لا يدركون ذلك".

وفي عامي 2022 و2023 أثارت وفاة 300 طفل في غامبيا وأوزبكستان وإندونيسيا نتيجة تناولهم شراب سعال للأطفال مغشوشاً بمضاد تجمد يصرف من دون وصفة طبية، رد فعل قوياً من منظمة الصحة العالمية.

وقالت رئيسة مجموعة مكافحة التزييف في الاتحاد الأوروبي للصناعات الدوائية مريم بورحلة لودييي، إنه "لا منطقة في العالم ولا مجال علاجياً بمنأى" عن تزوير الأدوية.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يعد هذا الاتجار الذي يسهله ازدهار التجارة الإلكترونية وانتشار المواقع غير الخاضعة للرقابة أكثر ربحية بكثير من الاتجار بالمخدرات.

عملية "بانجيا 17" التي قادها الإنتربول ونفذت بين ديسمبر (كانون الأول) 2024 ومايو (أيار) 2025 أسفرت عن ضبط 50.4 مليون جرعة من المنتجات الصيدلانية المخالفة للمواصفات القانونية بقيمة 56 مليون يورو (65.24 مليون دولار).

وأفاد الإنتربول في نهاية يونيو (حزيران) الماضي بأن العملية التي نفذت في 90 دولة أسفرت عن توقيف ما يقارب 800 شخص، مشيراً إلى "تزايد الطلب" على أدوية السكري.

ووفقاً للخبراء، تظل العقوبات أقل شدة بصورة عامة من تلك المرتبطة بالاتجار بالمخدرات.

ولسنوات عدة كانت علاجات ضعف الانتصاب مثل "الفياغرا"، مستهدفة بصورة خاصة من جانب الجهات الضالعة بعمليات الاتجار غير المشروع بالأدوية.

وتشير بورحلة لودييي إلى أن "مجرمي الأدوية" يتكيفون دائماً مع الطلب، مستهدفين منتجات عالية القيمة، تراوح ما بين علاجات السرطان وعلاجات الأمراض المزمنة ومضادات القلق.

ومنذ عام 2023 انضمت الأدوية التي تعالج اضطرابات التمثيل الغذائي، مثل أدوية السكري والسمنة، إلى المجالات العلاجية الأكثر تأثراً بالتزوير، إلى جانب أدوية الجهاز البولي التناسلي والجهاز العصبي المركزي.

وفي صيف عام 2024، حذرت منظمة الصحة العالمية من دفعات مزيفة من الأدوية القائمة على مادة "سيماغلوتيد"، والمستخدمة لعلاج داء السكري من النوع الثاني والسمنة، بما في ذلك أدوية "أوزمبيك" و"ويغوفي".

تزوير الأدوية آفة عالمية تفاقمها طفرة التجارة الإلكترونية
تزوير الأدوية آفة عالمية تفاقمها طفرة التجارة الإلكترونية
تزوير الأدوية آفة عالمية تفاقمها طفرة التجارة الإلكترونية
تزوير الأدوية آفة عالمية تفاقمها طفرة التجارة الإلكترونية
تزوير الأدوية آفة عالمية تفاقمها طفرة التجارة الإلكترونية
تزوير الأدوية آفة عالمية تفاقمها طفرة التجارة الإلكترونية
تزوير الأدوية آفة عالمية تفاقمها طفرة التجارة الإلكترونية
تزوير الأدوية آفة عالمية تفاقمها طفرة التجارة الإلكترونية
تزوير الأدوية آفة عالمية تفاقمها طفرة التجارة الإلكترونية
تزوير الأدوية آفة عالمية تفاقمها طفرة التجارة الإلكترونية
تزوير الأدوية آفة عالمية تفاقمها طفرة التجارة الإلكترونية
تزوير الأدوية آفة عالمية تفاقمها طفرة التجارة الإلكترونية
تزوير الأدوية آفة عالمية تفاقمها طفرة التجارة الإلكترونية
تزوير الأدوية آفة عالمية تفاقمها طفرة التجارة الإلكترونية
تزوير الأدوية آفة عالمية تفاقمها طفرة التجارة الإلكترونية
أعلن في شمرا