ضربة الشمس هي حالة طبية مهددة للحياة تحدث بسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم فوق 40 درجة مئوية، إذ تنتج عادةً عن بذل مجهود بدني في الظروف الحارة والرطبة. قد تشمل أعراض الإصابة بضربة الشمس الارتباك أو نوبات الاختلاج أو فقدان الوعي، وقد تحدث مضاعفات صحية خطيرة إن لم تُعالج، مثل: فشل الأعضاء أو الغيبوبة أو الوفاة في بعض الحالات.

تُعد ضربة الشمس أو ضربة الحر من أشد أنواع الأمراض المرتبطة بالحرارة؛ قد تؤدي إلى تلف دماغي أو فشل عضوي أو الوفاة.

تندرج الحالتان تحت أنواع ارتفاع الحرارة، إذ يتطور الإنهاك الحراري إلى ضربة الشمس في حال عدم علاجه. لا يسبب الإنهاك الحراري مشكلات عصبية عادةً، ولا يُعد حالة طبية مهددة للحياة على عكس ضربة الشمس.

قد يُصاب أي شخص بضربة الشمس، لكن يُعد الأطفال وكبار السن أكثر عرضةً لخطر الإصابة؛ لأن أجسامهم غير قادرة على تنظيم الحرارة بصورة فعالة، بالإضافة إلى الرياضيين والجنود والعمال الذين تتطلب مهنهم عملًا بدنيًا في الظروف الحارة.

ضربة الشمس (ضربة الحر): الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

تتضمن العوامل الأخرى التي تزيد خطر الإصابة بضربة الشمس ما يلي:

تشير الدراسات إلى إصابة نحو 20 من كل 100 ألف شخص في الولايات المتحدة سنويًا، وتُعد أكثر شيوعًا في المناطق الحضرية خلال فترات الحر الشديد، إذ تسبب سنويًا ما بين 240 و 833 حالة وفاة في الولايات المتحدة.

تحدث ضربة الشمس عندما يعجز الجسم عن التكيف مع الحرارة العالية بتخفيض درجة حرارته الداخلية، إذ يضبط الوطاء (جزء من الدماغ يتحكم بالعديد من وظائف الجسم) درجة حرارة الجسم الأساسية على 37 درجة مئوية. لكن إذا اختل توازن الصادر والوارد الحراري في الجسم، سترتفع درجة الحرارة الداخلية فوق درجة الحرارة الأساسية.

إذا ظهرت إحدى العلامات أو الأعراض التالية يجب الاتصال بالإسعاف على الفور:

قد ينجم عن الإصابة بضربة الشمس مضاعفات مثل دخول الجسم بحالة صدمة أو غيبوبة، إذ يؤدي ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى:

يُشخص مقدمو الرعاية الصحية ضربة الشمس في قسم الطوارئ، إذ تُستعرض أعراض المصاب وتُقاس درجة حرارته ويُجرى فحص جسدي. قد يتطلب الأمر أيضًا إجراء اختبارات دموية أو تحليل بول، إضافةً إلى تصوير الصدر بالأشعة السينية أو تخطيط كهربية القلب (ECG) لمراقبة النشاط الكهربائي في القلب.

تتطلب ضربة الشمس علاجًا فوريًا، في حال كان الشخص ينتظر وصول سيارة الإسعاف يجب تبريد الشخص المُصاب قدر الإمكان عبر:

في المستشفى يتلقى الشخص المصاب الرعاية الآتية:

أحيانًا يكون العلاج التبريدي بغسل تجاويف الجسم بالماء البارد أمرًا ضروريًا، إذ نُدخل قسطرة (أنابيب رفيعة ومرنة) إلى المستقيم أو أسفل الحنجرة لملء تجاويف الجسم بالماء البارد وخفض درجة حرارته.

نتوقف عن استخدام علاجات التبريد فور انخفاض درجة الحرارة إلى 38.9 درجة مئوية، إذ تعتمد طول الفترة التي يقضيها المصاب في المستشفى على شدة الإصابة ومدى كفاءة عمل الأعضاء.

في معظم الحالات، يمكن تجنب الإصابة عبر:

يعتمد إنذار الإصابة على مجموعة عوامل، منها:

يموت نحو 10-65% من المصابين بضربة الشمس غير الجهدية بسبب الأمراض، ويُعد إنذار الإصابة بضربة الشمس الجهدية أفضل، إذ يبلغ معدل وفياتها نحو 3-5%. قد يعاني بعض الأشخاص تلفًا دائمًا في الأعضاء أو خللًا في الوظيفة العصبية.

قد تصاحب فترة النقاهة تغيرات في درجة حرارة الجسم عدة أسابيع، إذ يجب على المصاب تجنب النشاط البدني مدة أسبوع على الأقل، إضافةً إلى إجراء اختبارات دورية لمراقبة وظائف الكلى والكبد.

قد تستغرق المضاعفات المؤقتة عدة أشهر حتى تختفي، ومن الجدير بالذكر أنه فور إصابة الجسم بضربة الشمس، سوف يصبح عرضةً للإصابة بأمراض الحرارة مجددًا.

في فترة النقاهة ينبغي الاتصال بالطبيب فور الشعور بشيء غير طبيعي، مثل:

في النهاية، يجب عدم نسيان اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة عند اضطرار الشخص الوجود في الظروف البيئية الحارة.

اقرأ أيضًا:

الوشوم وضربات الشمس (الحر) كيف تؤثر الوشوم عليك عند تعرضك للشمس؟ أتحميك أم تزيد المخاطر؟

الطقس الحار والرطب للغاية يمكن أن يقتلك بسهولة أكبر مما تظن!

ترجمة: سارا رياض الخضر

تدقيق: عبد المنعم الحسين

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر

ضربة الشمس (ضربة الحر): الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
أعلن في شمرا