تتيح ميزة "ملخصات الرسائل" للمستخدم الحصول على نظرة سريعة لمحتوى الرسائل غير المقروءة في المحادثات، وذلك من خلال توليد خلاصة خاصة به، فبدلاً من أن تضطر إلى قراءة مئات الرسائل المتراكمة، أصبح بالإمكان بنقرة واحدة الحصول على خلاصة أبرز ما ورد في المحادثة، ما قد يوفر عليك الوقت والجهد بشكل كبير.
إذا كنت مضطراً للابتعاد عن هاتفك الذكي لفترات طويلة أو إذا كنت من محبي المحادثات الطويلة على "واتساب" أو من المشاركين في مجموعات نشطة لا تهدأ فيها عدد كبير من الأعضاء فهذه الميزة الجديدة حتماً ستثير اهتمامك، فقد أعلنت شركة "ميتا" عن إطلاق ميزة جديدة في "واتساب" تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتلخيص الرسائل.
تتيح هذه الميزة المسماة "ملخصات الرسائل" للمستخدم الحصول على نظرة سريعة لمحتوى الرسائل غير المقروءة في المحادثات، وذلك من خلال توليد خلاصة خاصة به، فبدلاً من أن تضطر إلى قراءة مئات الرسائل المتراكمة، أصبح بالإمكان بنقرة واحدة الحصول على خلاصة أبرز ما ورد في المحادثة، ما قد يوفر عليك الوقت والجهد بشكل كبير.
ما هي الميزة الجديدة؟ وكيف تعمل؟
ميزة "ملخصات الرسائل" مصممة لمساعدة المستخدمين على متابعة المحادثات الكثيفة بسرعة عندما يتعذر عليهم قراءة كل الرسائل واحدةً تلو الأخرى، يقوم الذكاء الاصطناعي المدمج في "واتساب" بتحليل الرسائل غير المقروءة وتوليد ملخص مكتوب للنقاط الأبرز في تلك المحادثة.
يعتمد "واتساب" في ذلك على تقنية تدعى "المعالجة الخاصة" والتي تُمكّن الذكاء الاصطناعي من إنشاء الرد أو الملخص من دون أن تطّلع "ميتا" أو "واتساب" على محتوى رسائلك أو على الملخص الناتج، وبحسب الشركة، يبقى التشفير الطرفي سارياً، ولا يتم خرق الخصوصية في هذه العملية.
عندما تكون الميزة مفعّلة وتكون لديك مجموعة رسائل غير مقروءة في دردشة ما، سيظهر لك إشعار أو أيقونة خاصة تشير إلى إمكانية تلخيص الرسائل، وعلى تطبيق "واتساب" لهواتف "آيفون"، على سبيل المثال، سيظهر زر بشكل نجمة بجانب مؤشر "الرسائل غير المقروءة"، وبمجرد الضغط عليه سيقوم Meta AI بعرض ملخص سريع على شكل نقاط بارزة لأهم ما ورد في الدردشة.
الهدف والخصوصية في ملخصات الرسائل
أشارت "واتساب" في إعلانها الرسمي إلى أن الفكرة جاءت نتيجة لحاجة المستخدمين في الظروف التي لا يستطيعون فيها متابعة كل رسالة فوراً، فسواء كنت منشغلاً بين الاجتماعات أو عائداً من رحلة طيران من دون اتصال إنترنت، تجد أمامك سيلاً من الرسائل المتراكمة وتحتاج لمتابعة سريعة لما جرى، هنا تصبح ميزة التلخيص ذات فائدة كبيرة لتجنب تفويت المعلومات المهمة في غمرة المحادثات.
وأكدت "واتساب" أن استخدام ملخصات الرسائل اختياري بالكامل وخاضع لتحكم المستخدم، والميزة تكون معطّلة مبدئياً ضمن الإعدادات، وعلى من يرغب بتفعيلها القيام بذلك يدوياً، إذ يوفر التطبيق خياراً جديداً ضمن الإعدادات (الإعدادات - الدردشات - المعالجة الخاصة) حيث يمكن للمستخدم تفعيل أو إلغاء تفعيل وظائف الذكاء الاصطناعي المختلفة، بل وتحديد المحادثات التي يُسمح للذكاء الاصطناعي بالوصول إليها لتلخيصها عبر خاصية "خصوصية الدردشة المتقدمة"، وبهذا الشكل، يبقى المستخدم مسيطراً تماماً على ما إذا كان يريد الاستفادة من التلخيص الآلي أم لا، وعلى أي المحادثات يُطبّقه.
من ناحية الأمان، شددت "واتساب" على أن التقنية الجديدة لا تؤثر إطلاقاً على تشفير الرسائل الطرفي الذي يحمي الخصوصية، فالذكاء الاصطناعي يعتمد على معالجة البيانات بشكل خاص وآمن داخل هاتف المستخدم أو عبر خوادم موثوقة من دون كشف محتوى الرسائل لأي جهة خارجية.
وفي تصريح رسمي، أكدت الشركة أن "خصوصيتك محمية في جميع الأوقات" أثناء استخدام الملخصات، حيث لا ترى "ميتا" أو "واتساب" رسائلك أو ملخصها أثناء إنشاء الرد، وهذا التطمين مهم جداً للمستخدمين الذين قد يتساءلون عن مدى أمان السماح للذكاء الاصطناعي بمراجعة محتوى محادثاتهم.
ردود الفعل الأولية وآراء الخبراء
لاقى إعلان ميزة تلخيص الرسائل ردود فعل متباينة في الأوساط التقنية وبين مستخدمي "واتساب"، من ناحية يرى كثيرون أنها إضافة مرحّب بها ستخفف من عبء متابعة المحادثات المكتظة، وأشاد بعض المحللين بكون "واتساب" يواكب توجه إدماج الذكاء الاصطناعي لخدمة المستخدم وتسهيل حياته الرقمية، ومن ناحية أخرى، أبدى آخرون تحفظاً وتساؤلات حول مدى حاجة المستخدمين فعلياً لهذه الميزة، وتساءل بعضهم إن كانت هذه الميزة تجعل التواصل أقل شخصية.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في هذا السياق، نشرت الصحافية التقنية نور السباعي مقالاً نقدياً في موقع Futurism بعنوان "واتساب يُوظّف الذكاء الاصطناعي لمساعدة من لا يستطيعون فهم الرسائل المباشرة من أصدقائهم وعائلاتهم، نحن نسأل مرة أخرى: من الذي طلب هذه الميزة؟"، وكتبت السباعي بلهجة ساخرة أن "واتساب" بات يقدّم ملخصات بالذكاء الاصطناعي "لمن هم كسالى جداً عن قراءة رسائل أصدقائهم بأنفسهم".
وأشارت السباعي إلى أن الاعتماد على خلاصة آلية بدلاً من قراءة الرسائل قد يجعل المستخدم بعيداً من التفاعل الشخصي، متسائلةً إن كان تصفح ملخص آلي لمحادثة عائلية يُظهر قدراً كافياً من الاهتمام مقارنة بقراءة الرسائل كاملة، وهذا النقد يُبرز وجهة نظر مفادها أن بعض المستخدمين ربما يفضلون الطرق التقليدية في متابعة محادثاتهم ويرون في الذكاء الاصطناعي تدخّلاً غير ضروري.
في المحصلة، ميزة تلخيص الرسائل بالذكاء الاصطناعي تمثل خطوة جديدة من "واتساب" لتعزيز تجربة المستخدم وجعل التواصل أكثر سلاسة في عصر تدفق المعلومات، فإذا كنت من مستخدمي "واتساب" الذين تزعجهم تراكم الرسائل الكثيرة، فقد تكون هذه الخاصية حلاً عملياً يمنحك لمحة سريعة عمّا يدور في محادثاتك من دون انتهاك خصوصيتك أو استهلاك وقتك.
وبينما يُنتظر أن تتوسع الخدمة لاحقاً لتخرج من الولايات المتحدة الأميركية لتشمل لغات مختلفة ودول أخرى، سيكون من المثير للاهتمام مراقبة مدى تفاعل مستخدمي "واتساب" معها وما إذا كانت ستصبح جزءاً أساسياً من روتين استخدام التطبيق اليومي أم مجرد أداة مساعدة إضافية لفئة محددة من المستخدمين.