يعد توت الكرانبيري المكون الأساس لصلصة الديك الرومي في عيد الشكر، من أغنى الفاكهة بمضادات الأكسدة والألياف والفيتامينات، إذ يسهم في تعزيز المناعة وخفض الكوليسترول والوقاية من أمراض القلب والسرطان
حل موسم توت الكرانبيري (العنيبية الحامضة) مجدداً، ويتوجه عدد من الأميركيين إلى المتاجر لشرائه وإعداد صلصة الديك الرومي في عيد الشكر.
وباعتبارها واحدة من ثلاث فواكه شائعة الزراعة موطنها الأصلي أميركا الشمالية حصراً، تقدم هذه الثمار الغنية بالمغذيات -والتي يعود تاريخها إلى 12 ألف عام- فوائد صحية كبيرة.
أولاً، تعد منخفضة السعرات الحرارية، إذ يحوي الكوب الواحد من توت الكرانبيري النيئ على 50 سعرة حرارية فحسب، وفقاً لـ"جمعية القلب الأميركية" American Heart Association.
وتعد أيضاً مصدراً جيداً للمواد الكيماوية النباتية وغيرها من المغذيات التي تقي من الالتهابات الضارة والعدوى.
وتقول متخصصة التغذية في "كليفلاند كلينك" كانديس أونيل "إنها بمثابة منجم لمضادات الأكسدة".
يحتوي توت الكرانبيري على فيتاميني "سي" و"إي" اللذين يحميان المناعة، إضافة إلى الكيرسيتين الذي يقلل من الالتهابات.
وتحوي الفلافانولات والأنثوسيانينات التي تكسبها لونها الداكن، والبروانثوسيانيدينات المفيدة للمسالك البولية وصحة الفم والأمعاء.
كذلك قد تعمل البروانثوسيانيدينات في تقليل خطر الإصابة بسرطان المعدة الناجم عن بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري.
وأشارت أونيل إلى أن "البروانثوسيانيدينات من النوع (أ) -التي توجد حصراً في توت الكرانبيري- يمكن أن تساعد في تقليل الميكروبات الضارة التي تعيش في القولون".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويحتوي توت الكرانبيري على كمية كبيرة من ألبكتين الطبيعي، وهو عبارة عن ألياف "بريبيوتك" توجد أيضاً في التفاح، وتعمل على تخفيف الالتهابات وخفض الكوليسترول.
ويقول باحثون من جامعة "روتجرز" الأميركية Rutgers إن المركبات الموجودة في توت الكرانبيري قد تقلل أيضاً من الكوليسترول الضار، الذي يمكن أن يؤدي إلى انسداد الشرايين وأمراض القلب.
ووفقاً لـ"نورثويل هيلث" Northwell Health، فإن شرب كوبين من عصير توت الكرانبيري منخفض السعرات الحرارية يومياً يمكن أن يقلل من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية.
وعلى رغم أن توت الكرانبيري قد يزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى لدى الأشخاص المعرضين لها، فإن هذه الثمار اللاذعة تعد صحية للتناول بصورة عامة.
وأوضحت أونيل "إذا كنت ممن يعانون التهابات المسالك البولية، فإن إدراج توت الكرانبيري كجزء من نظام غذائي صحي هو أمر يمكنك فعله ولن يضرك، وقد يكون ذلك نهجاً استباقياً".
تعد الولايات المتحدة من أكبر منتجي توت الكرانبيري في العالم، إذ توفر ولاية ويسكونسن أكثر من نصف الإمدادات العالمية.
وخلال العام الماضي، صدرت الولايات المتحدة ما قيمته 351 مليون دولار من توت الكرانبيري والمنتجات ذات الصلة، بما في ذلك توت الكرانبيري الطازج وعصير توت الكرانبيري.
ووفقاً لوزارة الزراعة الأميركية، أنتجت ولاية ويسكونسن ما يقارب 8 ملايين برميل من توت الكرانبيري (وزن البرميل 100 رطل) [ما يعادل 363 مليون كلغ] خلال عام 2021.
إذ ينمو توت الكرانبيري في المستنقعات المنتشرة عبر شمال الولايات المتحدة، ويجري حصاده السنوي خلال الفترة الممتدة من منتصف سبتمبر (أيلول) وحتى نوفمبر (تشرين الثاني)، إذ يقوم المزارعون بتمشيط الثمار وفصلها عن الكروم لتُصنَّف بناءً على اللون والجودة.
ووفقاً لجامعة ولاية بنسلفانيا يجب أن يكون توت الكرانبيري الأفضل طازجاً ومتماسكاً وذا قشرة حمراء لامعة، وأن يرتد عند سقوطه.
ويمكن حفظها في الثلاجة لمدة تصل إلى شهر، ويمكن تجميدها فور إحضارها إلى المنزل.
يعود تاريخ توت الكرانبيري إلى آلاف الأعوام، إذ استخدمه السكان الأصليون كدواء وكصبغة للملابس قبل وقت طويل من وصول المستوطنين الأوروبيين الأوائل.
وخلطوها بدقيق الذرة وصنعوا منها الخبز، وتعلم المستوطنون الأوائل كيفية استخدام هذا التوت، وأطلقوا عليه في البداية اسم "توت الكركي" crane-berries، نظراً إلى أن الفاكهة بدت وكأنها الطعام المفضل لطيور الكركي، ولأن كثرً اعتقدوا أن الزهرة التي تنتج هذا التوت تشبه رأس طائر الكركي الرملي.
ووفقاً لمؤسسة "يو أس كرانبيريز" U.S. Cranberries، صنع المستوطنون عصير توت الكرانبيري للمرة الأولى عام 1683.
واليوم يحصد ما يقارب 40 ألف فدان من توت الكرانبيري سنوياً، وتشمل أكثر من 100 صنف من أصناف توت الكرانبيري.
أما صلصة توت الكرانبيري في شكلها المعهود اليوم فلم تظهر حتى عام 1917، حين بدأت إليزابيث لي -من ولاية نيوجيرسي- ببيع صلصتها المعلبة التي حملت اسم "بوغ سويت" Bog Sweet.
وأصبحت لي في ما بعد شريكة مؤسسة لـ"أوشن سبراي" Ocean Spray، وهي أكبر منظمة لمزارعي توت الكرانبيري في الولايات المتحدة، وفقاً لحكومة ولاية نيوجيرسي.
© The Independent
